التطورات في قصة حارق القرآن (سلوان موميكا)
بحسب (اتفاقية شنغن) ستكون من الصعوبة على النرويج تكييف حالة (موميكا) بأي شكل من الأشكال للحصول على الإقامة، باعتبار أن الاتفاقية لا تُجيز للأشخاص طلب اللجوء في أكثر من دولة، تحديداً بعد أن يكون قد تم رفضه من قبل دول أوروبية أخرى، وهو ما يجعل مصير (موميكا)
كتب / سلام عادل
انتقل العراقي الأصل (سلون موميكا)، المعروف بـ(حارق القرآن)، منذ عدة أيام إلى العاصمة النرويجية أوسلو، بعد أن وصل إليها قادماً بالقطار من العاصمة السويدية ستوكهولم، جراء رفض طلبه بالحصول على حق اللجوء والإقامة، أو حتى البقاء تحت يافطة الحماية المتعددة الأشكال، وذلك على خلفية سلسلة الأزمات التي تسبّب بها سلوكه المعادي للإسلام في العلاقات الدولية بين السويد ودول عربية وإسلامية، كان من بينها اقتحام وحرق سفارة السويد في بغداد، والعديد من التظاهرات في مختلف العواصم، رافقتها حملات مقاطعة البضائع والشركات السويدية.
وبحسب (اتفاقية شنغن) ستكون من الصعوبة على النرويج تكييف حالة (موميكا) بأي شكل من الأشكال للحصول على الإقامة، باعتبار أن الاتفاقية لا تُجيز للأشخاص طلب اللجوء في أكثر من دولة، تحديداً بعد أن يكون قد تم رفضه من قبل دول أوروبية أخرى، وهو ما يجعل مصير (موميكا) في أوروبا بعد طرده من السويد شبه مستحيل، ولن تنفع معه التنقلات وتقديم طلبات متعددة لدى العواصم.
وسبق لسلوان موميكا أن حصل على دعم غير منظور من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، والمعادية تحديداً للأجانب، والتي تتبنى أفكاراً عنصرية مبنية على الكراهية، من بينها (حزب نسيفيريا)، وهو (حزب السويد الجديد الديمقراطي)، الذي تولى مقاليد السلطة مؤخراً، كما يبدو أن (موميكا) حين وصوله إلى أوسلو قد حصل على ترحيب من قبل زعيم (حزب أف آر بي)، والذي معناه (حزب تقدم النرويجي)، وهو حزب آخر يعتبر من الأحزاب اليمينية المتطرفة في النرويج، إلا أن الحزب سارع إلى حذف رسالة الترحيب التي أبداها لاحقاً، في حدود متابعتنا لمواقع الإنترنت النرويجية بالطبع.
ويبدو المشهد سيذهب باتجاه فصول من الإرباك والتعقيد قد تحاصر النرويج دبلوماسياً مرة أخرى، كما حصل مع السويد، وعلى الصعيد الداخلي ربما ستشهد العاصمة أوسلو اضطرابات بعد أن تمت مشاهدة (موميكا) يتجول في مركز المدينة، وهو استفزاز لمشاعر المسلمين، الأمر الذي دفع شخصيات وجمعيات إسلامية ترتبط بالمهاجرين من ذوي الأصول العربية والإسلامية إلى تصعيد النقاش، وربما الذهاب نحو حراك شعبي لا أحد يضمن تطوراته، على خلفية كل ما فعله (موميكا) حين قام بالتجاوز على الكتاب السماوي المقدس.
وعلى ما يبدو أن السلطات النرويجية قد اتخذت تدابير مسبقة تتمثل بحذف بعض المنشورات الإعلامية، التي جرى تداولها على الإنترنت، بخصوص انتقال (موميكا) من السويد إلى النرويج، تحسباً لأي طارئ، تحديداً في هذه الأوقات التي تشهد فيها النرويج على المستوى الشعبي وحتى الحكومي اهتماماً غير مسبوق بما يجري من أحداث في الشرق الأوسط، والمتمثلة بجرائم إسرائيل في غزة، ولكن مع كل ذلك توجد فرص للدبلوماسية النرويجية والعراقية للتوصل إلى حل معقول من أجل حل هذا الملف الملتهب، حتى لا تتكرر تجربة السويد الفاشلة في التعامل معه.