edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. الحرب العالمية الثالثة حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

الحرب العالمية الثالثة حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

  • 21 تشرين اول
الحرب العالمية الثالثة  حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

يمكن لهذا الفيلم أن يُصنع في باريس، أو هوليوود، أو القاهرة، وليس تحديداً في طهران، لأن السؤال الجوهري الذي يطرحه، هو: إلى أي مدى يمكن أن نبيع ضميرنا ؟

 

كتب / سلام عادل

 

لو لم تكن لغة الفيلم فارسية، لظنّ المشاهد أنه عمل أوروبي أو أمريكي الطابع، ففي فيلمه (الحرب العالمية الثالثة)، أو (World War III)، أو (جنگ جهانی سوم)، ينجح المخرج الإيراني (هومن سيدي) في تجاوز حدود المكان والسياسة، ليقدّم مأساة إنسانية عُنفها عالمي، وألمها مشترك، لكونه فيلماً عن الإنسان عندما يُختزل في “دور”، وعن العالم عندما يتحوّل إلى “موقع تصوير” كبير.

 

والقصة تبدو بسيطة، عامل فقير بلا مأوى يُستدعى فجأة ليؤدي دور هتلر في فيلم ضخم، لكنه يُستغل ويُهان ويُبتلع داخل دوائر صُناع الفيلم واطماع المنتجين، وهو ما يجعل الفيلم متفرّداً لكونه يحاكي المنظومة البشرية المعاصرة، التي تُعيد إنتاج التسلّط تحت مسميات مختلفة، الفن، الشهرة، الصناعة، أو حتى “التمثيل”.

 

وسعى المخرج (هومن سيدي)، إلى استخدام أدوات إخراجية أقرب إلى المدرسة الأوروبية الحديثة، كاميرا ثابتة، إيقاع بارد، وضوء واقعي لا يجمّل القبح، ولكن خلف هذه التقنية تكمن شاعرية خاصة تجعل المأساة تنزف بهدوء، من خلال الموقع الصعب، الأسلاك، الأزياء القديمة، والتي جميعها تشكّل مشهداً رمزيًا عن الإنسان في عالم يكرر أخطاءه باستمرار، ولهذا ليس غريباً أن يذكّر الفيلم بأعمال المخرجين (مايكل هانيكه) أو (لارس فون ترير)، حيث الواقع يتحوّل إلى مختبر قاسٍ للأخلاق.

 

وقد أدى الممثل (محسن تنابنده)، في دور بطل الفيلم (شكيب)، أداءً عالمياً بالمعنى الدقيق للكلمة، من خلال وجهه، الذي يحمل ملامح كل الفقراء في الأرض، أو صمته، الذي يتحدث بكل لغات العالم، فهو لم يكن يلعب دوراً، بل يعيش تجربة الكائن المقهور في زمن العولمة، حيث الفقر ليس شرقياً أو غربياً، بل حالة كونية.

 

والأكثر جذباً في المعالجة أن الثيمة، التي أراد كاتب السيناريو إيصالها، جاءت على شكل قصة صناعة فيلم داخل فيلم، وهي معالجة رمزية لكيفية صناعة الثقافة اليوم، والتي باتت تُعيد إنتاج العنف من خلال الصورة، فالفن، الذي وُلد ليحرّر، بات في أحيان كثيرة يَستعبد، وفي هذا التناقض يكمن جوهر الفيلم، من ناحية كون العالم صار يعيد تمثيل تاريخه المظلم، مرة باسم “الإبداع”، ومرة باسم “الترفيه”، ومرة باسم “الخبر”.

 

والسينما الإيرانية هنا لا تتحدث عن حربٍ عسكرية، بل عن حربٍ أخلاقية تدور في وعي البشر، حول من يتحكّم بالقصص؟ من يختار الأبطال؟ ومن يقرّر من هو الضحية؟ ولذلك فإن “الحرب العالمية الثالثة” ليست في الماضي، بل تجري الآن — في كل شاشة، وبكل شركة إنتاج، وكل عقلٍ خاضع للإغراء أو الخوف.

 

ومن هنا تُثبت السينما الإيرانية، مرة بعد أخرى، أنها ليست سينما “محلية” بالمعنى الضيق، بل ضميرٌ عالميّ يتحدث بلسان إنساني عميق، فمنذ أن رفع عباس كيارستمي الكاميرا في وجه الواقع، وفتح الطريق أمام جيلٍ يرى في الحياة اليومية شعراً وفي المعاناة جمالاً، وحتى ظهور أصغر فرهادي بأفلامه، التي حصدت الأوسكار مثل فيلم (انفصال) او (البائع) وحتى (بطل)، أصبحت إيران واحدة من أهم مختبرات الوعي في العالم السينمائي، وخصوصاً مع ما قدّمه مجيد مجيدي في فيلم (أطفال السماء)، وهذا البُعد الروحي للإنسان الفقير، ومثلما ذهب (جعفر بناهي ومحمد رسولوف) إلى أقصى حدود المغامرة الفكرية، ليصوّرا السينما كفعل مقاومة لا كفنّ استعراض.

 

وفي الختام .. هذه دعوة لمشاهدة شريط (الحرب العالمية الثالثة)، الممتد على زمن 107 دقائق، للمخرج الإيراني (هومن سيدي)، والحاصل على 6 جوائز عالمية لسنة 2023، للاستمتاع وتغذية الروح والعقل بقيم السينما الإيرانية، بجرأتها وصدقها الأخلاقي، وهي شهادة عالمية على أن الفنّ يمكن أن يكون ضميراً للبشرية حين يصمت النخبة.

 

#شبكة_انفو_بلس

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
اليهودي الذي لم يكن عدواً حتى قرر أن يصبح مستوطناً

اليهودي الذي لم يكن عدواً حتى قرر أن يصبح مستوطناً

  • 27 تشرين اول
من واشنطن.. مع التحية تمّ إيداع الرصيد في حساب المقاومة

من واشنطن.. مع التحية تمّ إيداع الرصيد في حساب المقاومة

  • 24 تشرين اول
عن الانتماء الحضاري  .. أليست "الوطنية" ابنة الاستعمار؟

عن الانتماء الحضاري .. أليست "الوطنية" ابنة الاستعمار؟

  • 22 تشرين اول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة