الدم الشيعي مقابل الدم اليهودي
من الواضح أن الاستهدافات المتعددة، التي تعرض لها الشيعة مؤخراً في أكثر من دولة، تندرج في إطار منهجي يحمل بُعداً عالمياً، وتفسير ذلك يرتبط، بلا أدنى شك، بدور الشيعة الداعم للشعب الفلسطيني ضد مجازر الكيان الصهيوني
كتب / سلام عادل
شنت جماعات تكفيرية هجوماً دامياً طال مجالس دينية لشيعة باكستان، وتحديداً في مدينة باراشينار، راح ضحيته العشرات من الرجال والنساء والأطفال، كانوا يقومون بإحياء شعائر شهر عاشوراء، من دون أن تتدخل قوات الأمن الباكستانية لحمايتهم، ولم نسمع بخصوص ما جرى تنديدات رسمية من العواصم أو المنظمات الدولية، وهو ما يشكل حالة من التواطؤ مع القتلة والمجرمين تتشابه إلى حد بعيد مع جرائم الإبادة اليومية، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أشهر.
وكان من اللافت خلال شهر عاشوراء الحالي تعرض مجالس شيعية في دول أخرى، تعتبر آمنة ومستقرة وخالية من النعرات الطائفية، مثل سلطة عُمان، التي شهدت اعتداءً يعتبر الأول من نوعه طال مجلساً للشيعة في منطقة الوادي الكبير في العاصمة مسقط، كما اتخذت الكويت إجراءات أمنية صارمة جرى بموجبها للتحفظ على ممارسة الشيعة لشعائرهم بأريحية تحت يافطة سلامة جميع المواطنين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الدول، التي جرى فيها استهداف الشيعة، مثل سلطنة عُمان والكويت، هي أصلاً منخرطة في قائمة المتضامين مع الشعب الفلسطيني والداعمين لقضيته العادلة، ما يعطي تصورات إضافية عن كون ما يجري يرتبط بمخططات خفية تلاحق جميع الأطراف، الذين يبدون مواقف ضد الكيان الصهيوني، أو الذين لديهم جهود واضحة في دعم طوفان الأقصى مثل شيعة لبنان.
ومن الواضح أن الاستهدافات المتعددة، التي تعرض لها الشيعة في أكثر من دولة مؤخراً، تندرج في إطار منهجي يحمل بُعداً عالمياً، وتفسير ذلك يرتبط، بلا أدنى شك، بدور الشيعة الداعم للشعب الفلسطيني ضد مجازر الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يصمت فيه العالم، العربي والإسلامي على وجه التحديد، فيما تتوارى الشعوب الأخرى خلف منطق المصالح السياسية المجردة من الأخلاق والمواقف الإنسانية.
وبالتالي لم يعد من المناسب إدارة الظهر عن حقيقة ما يجري، باعتباره يمثل رؤية صهيونية تضع الشيعة والفلسطينيين في تصنيف العدو، وهي بذلك تضع الدم الشيعي مقابل الدم اليهودي، كما تفعل مع الفلسطينيين، وتسعى لتحقيق ذلك بواسطة أدوات التكفير المعروفة المتمثلة بالجماعات الإرهابية، والتي سبق وأن شنت مختلف الهجمات خلال السنوات الماضية، سواء في إيران أو العراق أو الجغرافيّات التي يعيش عليها الشيعة من أي جنسية.
#ِشبكة_انفو_بلس