السينما تفضح (يهود أمريكا) بقصة حقيقية
جاء الفيلم من اخراج (مارتن سكورسيزي) الذي عودنا على نمط من الأفلام الجرئية والمثقفة منذ مطلع الستينات، والتي تزامنت مع موجة افلام هوليوود الجديدة، وهي الموجة التي خرجت عن هيمنة الاستوديوهات الكبرى، لتقدم أفلاماً ناقدة للمجتمع والسياسة والاقتصاد.
كتب / سلام عادل
منذ أيام بدأت دور السينما العالمية، من بينها صالات العراق، بعرض فيلم أمريكي من إنتاج منصة أبل، بعنوان (قتلة زهرة القمر / Killers of the Flower Moon)، يروي أحداثاً حقيقية مأخوذة من ملفات القضاء، تحكي قصة إبادة جماعية تعرضت لها احدى عشائر الهنود الحمر على يد (يهود امريكا)، وذلك في بدايات القرن العشرين، على خلفية اكتشاف النفط في أراضي الهنود.
وجاء الفيلم من اخراج (مارتن سكورسيزي) الذي عودنا على نمط من الأفلام الجرئية والمثقفة منذ مطلع الستينات، والتي تزامنت مع موجة افلام هوليوود الجديدة، وهي الموجة التي خرجت عن هيمنة الاستوديوهات الكبرى، لتقدم أفلاماً ناقدة للمجتمع والسياسة والاقتصاد، عبر الاعتماد على المحتوى الناضج، وبعد أن كسرت طرق السرد النمطية التي كانت تقود غالباً إلى النهايات السعيدة فقط.
وتكشف احداث فيلم (قتلة زهرة القمر) طبيعة المجتمع اليهودي في امريكا، وما تنطوي عليه دواخلهم من أطماع دفعت إلى إبادة الهنود الحمر بهدف الاستيلاء على أراضيهم، على نفس الطريقة التي جرى فيها إبادة الفلسطينيين، ودائما يجري كل ذلك بغطاء يفترض وجود شرعية تجيز لليهود وحدهم حق العيش والربح والتطور على هذه الارض التي يعيش عليها مختلف الشعوب.
وأظهر الفيلم بشكل واضح، وعلى نحو ذكي، الشخصية اليهودية التي دائما ما تكون مركبة وباطنية وتخفي ما لا يتوقع منها، والتي أجاد في تقديمها الممثل الكبير (روبرت دي نيرو)، الذي أدى شخصية (ويليام هايل) عميد الأسرة، إلى جانب الممثل العالمي (ليوناردو دي كابريو)، والذي أدى دور (إرنست بوركهات) أحد شباب اليهود، كما شارك نخبة اخرين من نجوم الشاشة الكبيرة في هذا الفيلم الملحمي الذي يتجاوز زمنه 3 ساعات.
وتجدر الإشارة، إلى أن الفيلم، الذي قدم لأول مرة اعترافات أمام العلن، بكون المجرمين (يهود)، وأيضاً (ماسونيين)، قد أعاد فتح قضية تجاوز عمرها 100 سنة كانت محل جدل ومرافعات في المحاكم الأمريكية، وفي نفس الوقت جاء الفيلم وسط المجازر التي تشهدها الأراضي الفلسطينية على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي عذه الأيام، أمام مرأى ومسمع العالم، بالإضافة إلى المحاكم الدولية التي لطالما بقيت تنظر في قضايا إبادة الفلسطينيين دون أن تحكم لصالحهم بالانصاف.
ومع ذلك يبقى فيلم (مارتن سكورسيزي)، بعنوان (قتلة زهرة القمر / Killers of the Flower Moon)، صرخة مهمة في فضاء الفن، خصوصاً في هذا الزمن المتواطئ مع المغتصبين والقتلة، ولهذا هو فيلم يستحق منا جميعاً الإشادة به، والحديث عنه، وتشجيع الجميع على مشاهدته، باعتباره وجبه ثقافية، وسياحة تاريخية مصنوعة وفق قواعد الجمال السينمائي، وفي حدود الاحتشام المطلوب عائلياً.
#طوفان_الاقصى
#شبكة_انفو_بلس