انتخابات العالم .. وجوه جديدة بلا سياسات جديدة
تبدو إيران مع وجه رئيسها الجديد مصطفى بزشكيان تعيد إنتاج حقبة ما قبل الرئيس إبراهيم رئيسي، والمتمثلة بسياسة إدارة الصراعات دون حلها، وهو أقصى ما يجيده الإصلاحيون، وهي الحالة نفسها في بريطانيا
كتب / سلام عادل
انتهت أيام الانتخابات الرئاسية الإيرانية والانتخابات النيابية البريطانية على حد سواء، في الوقت نفسه تبقى تطورات الأحداث بانتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي من المفترض أن تجرى في شهر تشرين الثاني نوفمبر هذا العام.
ويراقب العالم أيضاً مصير الانتخابات النيابية الفرنسية في جولتها الثانية، والتي هي الوحيدة، التي قد تغير شيئاً في فرنسا، لدرجة تؤدي إلى الإطاحة ببعض قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية الخامسة، لكونها ستضع الفرنسيين تحت سيطرة أقصى اليمين، او في حالة فوضى وشلل سياسي غير مسبوق، حال عدم حصول أي طرف أو تحالف على الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة.
وهو ما يذكّر بتاريخ طويل من الأزمات بدأت منذ عام 1789، وقعت خلالها فرنسا تحت حكم ثلاث ملكيات، وإمبراطوريتَين، وخمس جمهوريات، واعتماد 15 دستورا جرى تعديلهم واحدا تلو الآخر، وفي كل مرة كان الهدف إنهاء حالة الاضطرابات، ووضع مبادئ واضحة للحكم.
وتبدو إيران مع وجه رئيسها الجديد مصطفى بزشكيان تعيد إنتاج حقبة ما قبل الرئيس إبراهيم رئيسي، والمتمثلة بسياسة إدارة الصراعات دون حلها، وهو أقصى ما يجيده الإصلاحيون، وهي الحالة نفسها في بريطانيا، باعتبار أن سياسات حزب العمل، يسار الوسط، ما قبل 14 سنة لم ولن تتغير في جوهرها بشيء.
ولهذا لن يكون رئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر نموذجا قيادياً يختلف عن جوردن براون، وهو آخر رئيس وزراء عمالي انتهت ولايته في 2010، أو من سبقه مثل توني بلير، الذي قاد مع جورج بوش الابن حرب احتلال وغزو العراق.
ومن هنا لم تقدم المواسم الانتخابية في عدة بلدان، والتي شهدها العام الحالي، ابتداءً من روسيا ومروراً ببريطانيا وإيران ووصولا إلى أمريكا، غير إعادة تقديم نفس السياسات المعتادة، وكأن ما يجري عبارة عن عودة بالزمن إلى الوراء تحت عناوين ووجوه جديدة، وسيظهر ذلك بوضوح أكثر مع عودة الأرعن ترامب للبيت الأبيض بوجهه القبيح وسياساته الأقبح..
وعلى ضوء ذلك لن يخدم العراقيين بشيء متابعة أو انتظار نتائج انتخابات هذه الدولة أو تلك، لكون ذلك لن يغير في واقع العراق السياسي على المدى المنظور، في ظل بقائه في خانة الدول فاقدة التأثير وضعيفة القدرة والجرأة، والتي هي مجرد صدى لسياسات الدول الاقليمية والكبرى، التي هي الأخرى لم تفعل شيئا غير كونها أعادت إنتاج يمينها ويسارها وما يرتبط بهما من أزمات.
#شبكة_انفو_بلس