بنك الأهداف المتوقعة على رادار الساحات
من هنا لا يعتبر استهداف شخصية علنية دائماً الظهور في المحافل الدولية، ولديها نشاط سياسي ودبلوماسي، مثل الشهيد إسماعيل هنية، هدفاً نوعياً وفق قواعد العمل الاستخباري، بقدر ما تعتبر الأهداف السرية ذات الدور العسكري أهدافاً نوعية في حال الظفر بها
كتب / سلام عادل
بات العالم يترقب ابتداءً من اليوم مجموعة عمليات نوعية ستطال الكيان المحتل، وذلك في إطار الرد على الاستهدافات، التي تعرضت لها بيروت الجنوبية، وشمال طهران، فضلاً عن جرف النصر العراقي، وهي استهدافات كسرت قواعد الاشتباك، وسالت جراءها دماء، ومثلت خرقاً لسيادة الدول وتلاعباً بالمعلومات والقانون الدولي، الأمر الذي صار يفرض على العواصم المتضررة العمل برد متعدد الاشكال وفق قاعدة (وحدة الساحات).
ولعل التلميحات عن طبيعة الرد بدأت تظهر هنا وهناك، على رأس ذلك ما أشارت له ايران من كون الرد سيكون "عقاباً شديد"، فيما اشارت فصائل جهادية عراقية معروفة، مثل (كتائب حزب الله)، إلى أن الاستهداف، الذي تعرضت له دوريات تابعة للحشد في جرف النصر ليلة الثلاثاء، قد تم بواسطة طائرة انطلقت من (قاعدة علي السالم في الكويت)، وهو تلميح للكويتيين بلغة واضحة تنطوي على تهديد.
وسبق لحزب الله في لبنان أن اشار ايضاً في تلميحات عديدة، من قبيل هذا النوع، تكشف عن خارطة أهدافه حال قرر الرد على أي عدوان صهيوني بعقاب نوعي، يبرز منها على الرادار (منصة كاريش للغاز)، الواقعة في المياه المحتلة، او حتى موانئ ومصافي ومنشآت طاقة، سيما في ظل قدرات حزب الله الصاروخية والمسيرة القادرة على اختراق الدفاعات الجوية بما فيها القبة الحديدية، وفي ظل القدرة التجسسية العالية، التي في متناول الحزب، والتي ثبت انها تتفوق على قدرات الكيان في بعض المواجهات، بلحاظ أن اجهزة الكيان لم تنجح حتى اللحظة في الكشف عن العمليات السرية لفصائل المقاومة.
و من هنا لا يعتبر استهداف شخصية علنية دائماً الظهور في المحافل الدولية، ولديها نشاط سياسي ودبلوماسي، مثل الشهيد إسماعيل هنية، هدفاً نوعياً وفق قواعد العمل الاستخباري، بقدر ما تعتبر الأهداف السرية ذات الدور العسكري أهدافاً نوعية في حال الظفر بها، وهو ما ينطبق في حال تمكن الكيان من استهداف محمد الضيف او محمد السنوار، وهما قائدان ميدانيان يعتبران صيداً ثميناً، باعتبار أنهما يقودان الجناح المسلح لحماس بكل تشكيلاته، وهما وراء عمليات طوفان الأقصى.
وتبدو إسرائيل بكافة قدراتها الاستخبارية والتكنولوجية عاجزة حتى اللحظة على استهداف الجناح المسلح لحماس، ولا حتى العثور على رهائنها المحتجزين منذ قرابة 10 اشهر ، بما في ذلك معرفة خارطة انفاق غزة، او ايقاف الهجومات والتعرضات اليومية، التي تشهدها الأراضي المحتلة، وهو ما يجعل الحديث عن قدرات إسرائيل الخارقة مجرد بروباغندا مبالغ بها، خصوصا بعد أن صار وجودها مرتبط بالحماية الأمريكية وليست الذاتية.
#شبكة_انفو_بلس