تكتيكات البعثيين في هذه الأيام
تستند المنصات الإعلامية، التي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، بوجود فقرة في المنهاج الوزاري ضمن ورقة الاتفاق السياسي تفرض ذلك، مع كون هذه الفقرة قد تم رفعها من النسخة الأخيرة للمنهاج الذي جرى التصويت عليه في مجلس النواب.
كتب / سلام عادل
تتسابق وسائل الإعلام هذه الأيام من أجل الظفر بتصريح من هذا السياسي أو ذاك بخصوص الانتخابات النيابية، وحمّى التسابق هذه، التي انطلقت من دون سابق تمهيد مع اليوم الأول من رمضان، جاءت تحديداً عبر شاشات ومنصات محسوبة على المنظومة البعثية، وتستهدف قبل كل شيء الترويج لضرورة أن تذهب البلاد نحو انتخابات مبكرة تتم مع نهاية هذا العام، أو في أقصى تقدير مطلع العام القادم.
ولا تبدو بغداد بحاجة إلى انتخابات مبكرة في ظل الاستقرار السياسي الحاصل، يشمل ذلك الاستتباب الأمني غير المسبوق منذ 20 سنة، وهو ما يجعل الدعوة إلى انتخابات مبكرة تنطوي على الكثير من الأهداف غير البريئة، وإلا ما معنى أن يمضي عام ونصف فقط من عمر الحكومة، التي لم تسجل عليها ملاحظات تذكر تستوجب تغييرها، وهناك من يطالب بانتخابات مبكرة سبقتها انتخابات مبكرة أصلاً.،
وتستند المنصات الإعلامية، التي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، بوجود فقرة في المنهاج الوزاري ضمن ورقة الاتفاق السياسي تفرض ذلك، مع كون هذه الفقرة قد تم رفعها من النسخة الأخيرة للمنهاج الذي جرى التصويت عليه في مجلس النواب، والذي يتكون من 23 فقرة تصب جميعها في اتجاه تحقيق أهداف تنموية عاجلة على رأسها مكافحة البطالة، والحد من الفقر، والسرعة في إكمال المشاريع المتلكئة، وإنجاز مشاريع أخرى جديدة وفق ما تحتاجه البلاد بناءً على ما تم إقراره في الموازنة الثلاثية.
ويتطلب في الوقت نفسه الذهاب نحو إجراء انتخابات إقليم كردستان قبل أي انتخابات أخرى، والتي حُددت بتاريخ 10- حزيران - 2024، وذلك لكون الإقليم يشهد فراغاً شاملاً في سلطاته، وهو استحقاق دستوري مكمِّل للسلطة الاتحادية، خصوصاً بعد أن تم إجراء الانتخابات المحلية في عموم المحافظات باستثناء المحافظات الشمالية المرتبطة بالإقليم.
ومن هنا تكون الحاجة إلى بقاء حكومة محمد شياع السوداني، التي صوتت عليها الدورة النيابية الخامسة حتى إكمال فترتها الدستور التي حُددت بـ4 سنوات، ومن دون اللعب بالعدادات، كما حصل في الدورة البرلمانية الرابعة حين تم الانقلاب على التوافقات السياسية، والتي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، ما أدى إلى دخول البلاد في فوضى ضاعت بسببها موارد هائلة وتعطلت مصالح الناس عامين ونصف من دون أي تعويض.
ولهذا صار يتم تفسير الترويج لانتخابات نيابية مبكرة وكأنه رغبة بعثية هدفها عرقلة مسار العملية السياسية، التي بثباتها تستقر الأمور في العراق العراق الجديد، ولطالما سعى البعث وخطَّط إلى عدم استقرار العراق الجديد، وهي استراتيجية الحزب الوحيدة، التي يستهدف تحقيقها بواسطات تكتيكات متعددة يعمل عليها من زوايا متحركة، من بينها استخدام الإعلام كسلاح ناعم لقتل الديمقراطية وجعل الانتخابات منصة نزاعات.
#شبكة_انفو_بلس