جشع رمضان بختم السُنة والأكراد
على الرغم من كون المضاربات السوقية حالة طبيعية إلى حد ما، لكونها ترتبط بقاعدة العرض والطلب، لكن الارتفاع المتزايد في الاسعار، الذي سبق شهر رمضان، يُعد مؤشرا على انعدام الخطط الاستباقية وفشل اجراءات وزارة التجارة، التي صارت تبدو وكأنها تاجر من التجار.
كتب / سلام عادل
يتحدث إعلام وزارة التجارة عن وجود استقرار في الأسعار عموماً، وخصوصاً ما يتعلق بالمواد الغذائية، وهو بذلك يتحدث بما يخالف الواقع تماماً، على الأقل يعتبر كلام الوزارة (تطبيلاً) يثير السخرية في أذهان الناس، الذين يتلقون هذه التصريحات الإعلامية بمقياس ما تنفقه جيوبهم على (علاگة المسواگ) الأسبوعية، التي طفر سعرها بما يصل إلى 30% في أقل تقدير، ومن ثم جاء رمضان ليرفع السقوف إلى ما هو أعلى، بدافع الجشع والمضاربات والطمع الربحي الذي لا يتوقف عند حدود.
وعلى الرغم من كون المضاربات السوقية حالة طبيعية إلى حد ما، لكونها ترتبط بقاعدة العرض والطلب، لكن الارتفاع المتزايد في الاسعار، الذي سبق شهر رمضان، يُعد مؤشرا على انعدام الخطط الاستباقية وفشل اجراءات وزارة التجارة، التي صارت تبدو وكأنها تاجر من التجار، وليس وزارة دولة مهمتها الحد من فلتان التجارة، ومن هنا يمكن توجيه حزمة من الانتقادات لهذه الوزارة المحسوبة على المكون السُني، والتي يعود رعيها لحزب سياسي لا هدف له غير التربح من السلطة بأي شكل من الأشكال.
وسبق شهر رمضان ارتفاع متسارع في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، مع مواد غذائية أخرى، جرت الإشارة له عبر مختلف وسائل الإعلام، الأمر الذي دفع المجلس الوزاري للاقتصاد، الذي يقوده وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة هذه الحالة ومحاولة الحد منها، وأصدر المجلس جملة قرارات من بينها التوجه نحو استيراد اللحوم، مع بعض الإعفاءات الگمرگية الخاصة بإدخال الحيوانات الحية المستوردة لأغراض التربية والذبح لمدة سنة واحدة بنسبة 50%.
ولكن لم يظهر أي شيء إيجابي في الأسواق بعد توجيهات المجلس الوزاري للاقتصاد، الذي يقوده وزير الخارجية فؤاد حسين، والمحسوب على المكون الكردي، مع كوننا لا نعلم ما هي علاقة الوزير فؤاد حسين بالاقتصاد والسوق والتجارة والأسعار ، ولماذ يتولى هذا الوزير قيادة المجلس الوزاري للاقتصاد ، مع كونه محل انتقادات واسعة أصلاً تتعلق بعمله في وزارة الخارجية، على خلفية فشل الوزارة في جعل العراق يخرج من ذيل قائمة الدول غير المؤثرة.
وما بين فشل وزارة التجارة، وفشل وزارة الخارجية، صار يتطلب الذهاب نحو تعديل وزاري عاجل، يفرض تكليف اشخاص لا تشكل مردودات عملهم اخفاقات يتم حسابها على الحاكمية الشيعية، التي ابتُليت بوزراء حقائب المحاصصة، الذين لا يجيدون فعل أي شيء يصب في صالح البلاد والعباد، بقدر ما يفعلون العكس دائماً تحت يافطة (دع الشيعة يفشلون في الحكم)، وهو ما يريدون تحقيقه، على ما يبدو، من خلال استثمار شهر رمضان لخلق نقمة شعبية ضد رئيس الوزراء الشيعي محمد شياع السوداني.
#شبكة_انفو_بلس