حديث عن الحل (الناعم) والحل (الخشن) في قضية انتخاب رئيس الجمهورية
كتب / سلام عادل
مازال البحث مستمراً عن مخرج معقول لحسم قضية انتخاب رئيس الجمهورية بعد أن صار هذا الموضوع السبب الرئيسي في كل الخروقات الدستورية المستمرة التي أدت الى عرقلة تشكيل الحكومة منذ 10 أشهر.
وعلى ما يبدو أن بعض اطراف الإطار صارت طرفاً في هذه الأزمة التي تخص البيت الكردي، لكون هذه الاطراف، وهم تحديداً السيد المالكي والشيخ قيس الخزعلي، يبديان تحفظات على القبول بمرشح (الحزب الديمقراطي الكردستاني/البارتي)، لاعتبارات اخلاقية تتعلق بمرحلة التحالف الثلاثي السابقة.
وكان (الاتحاد الوطني الكردستاني/ اليكتي)، الذي مازال مصراً على ترشيح (برهم صالح)، قد اصطف مع قوى الإطار في لحظة المواجهة بالثلث المعطل لقطع الطريق على احلام التحالف الثلاثي للانفراد بالرئاسات الثلاث، وهو ما يعتبره بعض قادة الاطار موقفاً أخلاقياً ينبغي الالتزام به مع (اليكتي).
لكن هذا الالتزام الاخلاقي من قبل قادة الإطار يصطدم في حقيقة الأمر مع استحقاقات وطنية عليا يطالب بها جمهور الاطار باستمرار، ويعتبر الالتزام بها مقدماً على أي التزامات اخرى، ويتمثل ذلك بالاعتراضات الكبيرة على مرشح اليكتي برهم صالح الذي تمتلئ سيرته الذاتية بالكثير من الخيانات.
ويسجل جمهور الإطار قائمة طويلة من النقاط على برهم صالح، منها انه (يحمل جنسية مزدوجة)، ومنها أنه (لم يكن حارساً على الدستور)، ومنها أنه (على صلة بالمخابرات الدولية)، ومنها أنه (فاسد كبير)، ومنها أنه (خان دماء قادة النصر)، ومنها أنه (غدر بمرشحي كتلة الفتح)، ومنها أنه (متآمر مع الكاظمي للاطاحة بحكومة عبد المهدي)، ومنها أنه (اصدر مراسيم عفو عن تجار مخدرات)، ومنها أنه (لا يؤتمن على الدولة)، ومنها أنه (ماكر ومخادع وخبيث)، وفوق ذلك كله ينبغي ان تشهد المرحلة القادمة (رئيساً جديد).
ووفق الاستحقاق الانتخابي وقواعد السياسة الديمقراطية بالتأكيد تميل الكفة لصالح مرشح البارتي (ريبر بارزاني) لتولي منصب رئاسة الجمهورية، باعتبار أن البارتي حاصل على (32 مقعداً نيابياً)، ولدى الحزب نفوذ وتأثيرات سياسية كبير على المستوى الداخلي والخارجي، ويشمل ذلك التأثير على القوى السنية التي تتولى رئاسة البرلمان، والتي لا يمكن من دونها تحقيق نصاب الثلثين لعقد جلسة انتخاب الرئيس.
وفي المقابل ليس في جعبة اليكتي الذي مازال يصر على ترشيح برهم صالح غير (15 مقعداً نيابياً)، كما أن الحزب يمر بأسوا حالاته التنظيمية في ظل وجود قيادة متصارعة على رئاسته تتمثل بالسيد (بافل طالباني) وابن عمه (لاهور شيخ جنكي)، لدرجة أن قضية صراعهما صارت معروضة أمام المحاكم دون ان تحسم نهائياً، وهو ما جعل الحزب يفقد الكثير من نفوذه داخل السليمانية، ما يجعله غير مؤهل على الاطلاق لتولي رئاسة العاصمة الاتحادية.
وبحسابات السياسة لن يكون أمام الإطار من حلول (ناعمة) غير حل الاتفاق مع البارتي والقبول بمرشحه لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، الأمر الذي يؤدي الى تمرير مرشح الإطار لرئاسة الوزراء (المهندس محمد شياع السوداني)، وهو المسار الذي يريح جمهور الإطار في النهاية ويضع حداً للفوضى التي تمر بها البلاد ويوقف الخروقات الدستورية.
وما دون (الحل الناعم) ليس هناك في الافق غير (الحلول الخشنة)، وهي حلول سوف لن اشير لها، باعتبار أن اللجوء للتفاهمات السياسية وهو الخيار الافضل الذي يحظى بدعم العقلاء.