حل الحشد .. كذبة القرن الثانية
تعتمد الدولة العراقية في حماية أمنها القومي على مختلف الصنوف العسكرية، يبرز من بينها الحشد، باعتباره قوة ضاربة متخصصة في شؤون مكافحة الإرهاب والجماعات الخطرة، وهو يعتبر القوة الأكثر فاعلية خلال الحرب على داعش وما بعدها
كتب / سلام عادل
في عام 2016 جرى تشريع قانون (رقم 40)، بناءً على ما أقرّه مجلس النواب العراقي، وتم بموجبه تأسيس (هيأة الحشد الشعبي)، لتكون جزءاً من القوة النظامية العسكرية، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالقائد العام للقوات المسلحة، وتخضع مع منتسبيها للقوانين النافذة، ويتم تمويلها من المال العام ضمن تخصيصات الموازنة الاتحادية، وبالتالي لا يمكن حل الحشد، الذي تأسس بقانون إلا بقانون آخر يتم التصويت عليه في مجلس النواب.
وفي ظل الأغلبية البرلمانية الداعمة للحشد، وهي أغلبية تتجدد مع كل دورة انتخابية، تبدو الدعوات لحل الحشد مجرد أوهام يجري ترديدها هنا وهناك من على منصات السوشيال ميديا، بعضها ممول من أطراف خارجية تحمل أسماء مستعارة، وهي تسعى من خلال خلط الأوراق تسويق فكرة حل الحشد بكونه مطلبا دوليا جرى نقله عبر رسائل سرية إلى بغداد والنجف، بواسطة سفراء ووزراء ومبعوثين، فيما لا يوجد أي دليل على هذا الكلام ولا بيانات رسمية تؤكد ذلك.
وتعتمد الدولة العراقية في حماية أمنها القومي على مختلف الصنوف العسكرية، يبرز من بينها الحشد، باعتباره قوة ضاربة متخصصة في شؤون مكافحة الإرهاب والجماعات الخطرة، وهو يعتبر القوة الأكثر فاعلية خلال الحرب على داعش وما بعدها، إضافة إلى أدوار أخرى خدمية قام بها الحشد في السنوات الأخيرة، بما فيها لعب دور الدفاع المدني في حالات طوارئ معينة تتطلب جهوداً استثنائية عاجلة.
وعلى ضوء ذلك، باتت الترسانة العسكرية العراقية الأبرز على مستوى المنطقة، للدرجة التي أدت إلى رفع مستوى القرار السياسي العراقي ومضاعفة قوة الدولة، وهو ما اتضح في أحداث الآونة الأخير، التي شهدها الشرق الأوسط، من ناحية الدَور الذي لعبته بغداد في إسناد لبنان ليبقى واقفاً على قدميه في وجه العاصفة، أو الحد من مخاطر التداعيات الخطيرة في سوريا، والتي كادت أن تتمدد لتشمل دول أخرى، أو تدفع لحرب شاملة.
ومن هنا تبقى الحاجة للحشد على المدى الاستراتيجي، باعتباره قوة وطنية شعبية ساندة للدولة، ويحظى بدعم روحي من قبل المرجعية، التي أَفتت في عام 2014 بالتطوع الجهادي لردع العدوان وحماية البلاد، وستبقى هذه الفتوى سارية المفعول دون قيد زمني، الأمر الذي يجعل الحديث عن (حل الحشد)، أو التفكير في حلّه، مجرد كذبة تُضاف إلى سلسلة الأكاذيب المصنوعة في في مطابخ السوشيال الميديا، ومثلما جرى تسويق (كذبة القرن الأولى)، المتمثلة بوجود (خلية تنصت وتجسس)، صار اليوم عندنا (كذبة ثانية)، مضمونها (حل الحشد).
#شبكة_انفو_بلس