حول خيانة جهاز المخابرات العراقي.. بانتظار محاكمة (كاظمي) وإعادة هيكلة الجهاز
كتب / سلام عادل
لا شك من أن أي حكومة عراقية جديدة سيترتب عليها القيام بمهمة إعادة هيكلة جهاز المخابرات العراقي ومحاكمة العناصر العميلة داخله، لكون هذا الجهاز الذي أسسه الأمريكان عام 2003 قد فشل في أداء مهماته الوطنية، وفوق كل ذلك مارس أدواراً خيانية مفضوحة، على رأس تلك الخيانات (جريمة مطار بغداد) التي راح ضحيتها قادة النصر بنيران أمريكية.
ولعل ما كشفه مؤخراً جورج بومبيو وزير خارجية امريكا في عهد ترامب حول احداث (جريمة المطار) يكفي لإثبات ضلوع جهاز المخابرات العراقي خلال فترة رئاسة مصطفى كاظمي بهذه الجريمة التي وقعت احداثها على الارض أمام انظار المخابرات العراقية قبل ان تتولى طائرة مسيرة من السماء تنفيذ مهمة القتل المباشر.
وكان بومبيو قد كشف خلال مقابلة تلفزيونية عن عمليات وفعاليات ميدانية عديدة حصلت أمام انظار جهاز المخابرات العراقي قبل أن تصل الطائرة المسيرة لهدفها، ويتمثل ذلك بــ :
1- وجود عناصر مرتبطين بالمخابرات الامريكية قاموا بعملية إيقاف الطائرة التي وصل بها الجنرال قاسم سليماني على مدرج مطار بغداد وارشادها الى مكان التوقف.
2- كان يوجد عدد من القناصة في محيط مطار بغداد متمكنين من الهدف.
3- حتى حقيبة السفر التابعة للجنرال سليماني قام عنصر مرتبط بالمخابرات الامريكية بإنزالها من الطائرة الى السيارة.
4- وجود قوة مسلحة خاصة أمريكية لاحقت خروج سيارة الجنرال سليماني ومعه نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس إبتداءً من خروجهم من صالة المسافرين.
5- وجود ثلاث فرق داخل مطار بغداد يعملون بصفة عمال خدمات ونظافة شاركوا في عملية تنفيذ مهمة الاغتيال.
6- وفوق كل ذلك كانت قوة دلتا تراقب عملية الاغتيال من داخل مبنى السفارة الامريكية عبر كاميرات المراقبة.
وكما هو معروف داخل أوساط المنظومة الأمنية العراقية أن الجهاز المخابرات العراقي يتولى المسؤولية الامنية المباشرة في المطار، وهو ما يعني ان جميع التفاصيل التي أدلى بها وزير الخارجية الامريكية تعتبر شهادة رسمية على فشل المخابرات العراقية وتواطؤ عناصر الجهاز في تنفيذ هذه الجريمة المفضوحة، إذا لم نقل أن المخابرات العراقية في هذه الجريمة كانت متعاونة مع المخابرات الامريكية وضمن الخطة في كافة الحركات.
ومنذ احداث تشرين عام 2019 باتت تلاحق جهاز المخابرات العراقي فضائح عديدة اخرى تتعلق بالتدبير لعمليات قتل وخطف وتعذيب متظاهرين وناشطين ضمن مخطط لقلب الطاولة على رئيس الحكومة انذاك السيد عادل عبد المهدي للدفع برئيس الجهاز مصطفى كاظمي للسلطة، وهو ما حصل إبتداءً من منتصف عام 2020.
وتفيد معلومات اخرى عن تخلي الجهاز مؤخراً عن أدواره في حماية الأمن القومي العراقي بعد ان تحول الى مجرد قوة حماية وحراسات لمقرات رئيس الحكومة، بل حتى انه صار جهازاً قمعياً لمطاردة الناقدين والمعارضين لسياسة الحكومة في داخل العراق وخارجه.
ويذكر أن جورج بومبيو قد تولى إدارة الـ(CIA) قبل أن يتولى وزارة الخارجية الامريكية، وكان على صلة بمصطفى كاظمي منذ تلك الفترة، وبحسب معلومات جاء تكليف كاظمي برئاسة المخابرات العراقية عام 2015 بتزكية وتشجيع من الـ((CIA)، و قد ساهم بومبيو الى حد مؤثر في الضغط على القوى السياسية العراقية لتكليف (كاظمي) برئاسة الحكومة من خلال عدة اتصالات وتصريحات من ضمنها تغريدة في تويتر هدد من خلالها العراقيين بالعودة للعقوبات الاقتصادية.
وفي الختام .. لا ينبغي ان ننسى ان (مصطفى عبد اللطيف مشتت كاظمي) كان مجنداً في الجيش الامريكي ضمن (مجموعة المرتزقة العراقيين) الذين يطلق عليهم (جيش تحرير العراق / FIF) منذ عام 2001، وكاتب هذه المقالة شاهد على ذلك.