رسالة من العراق إلى (أبو البنين)
مثلما حفظ التاريخ قصة (أم البنين)، التي قدمت أولادها الأربعة شهداء على طريق الحسين (عليه السلام)، حتى صارت حكايتها مصدر إلهام للأمهات المُضحيات الصابرات، سيحفظ التاريخ أيضاً قصة فداء عظيمة وقعت أحداثها في زماننا هذا على طريق القدس
كتب / سلام عادل
استُشهد ثلاثة أشقاء على طريق القدس (محمد منيف اشمر، علي منيف اشمر، محمد علي منيف اشمر)، وللشهداء الثلاثة أشقاء ثلاثة آخرين ما زالوا يقاتلون في الجبهات من الساحة اللبنانية، وهي حالة من حالات الفداء والتضحية ليس لها مثيل في التاريخ إلا ما ندر، من بينها قصة تضحية أم الإمام العباس (عليه السلام)، المعروفة بلقب (أم البنين).
ومثلما حفظ التاريخ قصة (أم البنين)، التي قدمت أولادها الأربعة شهداء على طريق الحسين (عليه السلام)، حتى صارت حكايتها مصدر إلهام للأمهات المُضحيات الصابرات، سيحفظ التاريخ أيضاً قصة فداء عظيمة وقعت أحداثها في زماننا هذا على طريق القدس، وهي قصة المجاهد الكبير (الحاج منيف اشمر)، والد الشهداء الثلاثة، والمقاتلين الثلاثة الآخرين، والذي لا شك من كونه يستحق لقب (أبو البنين).
وعلى ما يبدو من مسارات الحرب أن معادلة الردع باتت تتجدد مع كل شهيد يرتقي، وهي منهجية حسينية تقوم على فكرة (انتصار الدم على السيف)، والتي تُعد بمثابة الإطار الساند لحركات المقاومة الاسلامية، التي بلغت ذروتها في العصر الحديث، لكونها تعمل على تغيير موازين القوى وتوازنات العالم، على الاقل في حدود جغرافيا الشرق الأوسط والخليج، وربما ستمتد لاحقاً إلى شمال افريقيا.
والملاحظ في الآونة الأخيرة اتساع حجم التعاطف والتضامن الشعبي في العالم الإسلامي والعالم مع المقاومة في لبنان وفلسطين، وحتى مع مواقف الجمهورية الإسلامية في ايران، التي لطالما جرى تشويه مواقفها من قبل ماكنات الاعلام الصهيوني، وهي متغيرات مهمة ومؤشرات على تحولات سياسية قادمة ستستجيب بطبيعة الحال لوقائع الحرب ورؤية المنتصرين فيها، وهي رؤية تمتد لحرب تموز 2006، التي انتصر فيها شهداء حزب الله على الكيان الغاصب.
ومما لا شك فيه، بعد كل هذه التضحيات والاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات، ستنتصر جبهة المقاومة، سواء بحسب الأقدار الربانية، او بحسب التقديرات البشرية، وفي ظل وجود رجال قادة لديهم كل هذا العطاء من أمثال (أبو البنين)، الحاج منيف اشمر وأولاده الشهداء والمقاتلين، وهو ما يجعلنا نكتب رسالة تحية من العراق عرفاناً واحتراماً لكل الدماء الزكيّة، التي أُريقت من أجل بقاء الأمة على قيد الحياة.
والسلام عليكم ونصرالله وبركاته
#شبكة_انفو_بلس