(سيلفي) مع (الجمال) قد يكفي للشعور بالفخر
من بين ما حصل بعد جريمة الاغتيال مباشرةً انطلاق حملة عفوية واسعة النطاق لنشر صور الشهيدين، وتحديداً من قبل الأشخاص الذين لديهم (سيلفي) مع (جمال أو قاسم)، الأمر الذي دفع إدارة الفيس بوك في حينها إلى تنظيم خوارزميات خاصة
كتب / سلام عادل
أتذكر في اليوم التالي على جريمة مطار بغداد الغادرة، التي جرت وقائعها فجر 3-1-2020، حصول مجموعة أفعال وردود أفعال ترتبط بما حدث، بعضها يعد بمثابة انفعالات نفسية أو عاطفية، وأخرى انطوت على تحليلات وتفسيرات، وهو ما يعني أن جريمة الاغتيال التي طالت (جمال وقاسم) كانت لها دلالات وتحمل مؤشرات، بحكم كونها استهدفت أشخاصاً غير عاديين مرّوا في حياتنا.
ومن بين ما حصل بعد جريمة الاغتيال مباشرةً انطلاق حملة عفوية واسعة النطاق لنشر صور الشهيدين، وتحديداً من قبل الأشخاص الذين لديهم (سيلفي) مع (جمال أو قاسم)، الأمر الذي دفع إدارة الفيس بوك في حينها إلى تنظيم خوارزميات خاصة في محاولة لمنع نشر وتداول مثل هذه الصور، التي داهمت أصحاب الجريمة وحاصرت أهدافهم ونواياهم ومخططاتهم، والتي اتضح أنها كانت خاطئة.
ولا أُخفي عن أحد أنني من الأشخاص الذين نشروا (سيلفي) في تلك الفترة، وهي صورة خاصة جمعتني مع (المهندس) أثناء المراحل التحضيرية لمعارك تحرير جنوب الموصل، وكان ذلك في قاعدة القيارة العسكرية، وصادف في ذلك التاريخ يوم ميلادي، مما شكل في ذاكرتي مناسبة مزدوجة جعلت من هذه الصورة مصدر فخر واعتزاز في حياتي، لكونها على الأقل صورة ملونة بابتسامة (المهندس) وسط ضجيج الحرب ونارها ومعاناتها.
ولعل من أبرز معطيات نشر صور الـ(سيلفي) مع قادة النصر، والتي يمتلك مثلها الكثيرون ممن عايشوا مراحل التحرير، أو كانت لهم ذكريات وعلاقات سابقة مع (جمال وقاسم)، هو أن هذه الصور جاءت لتقدم رسالة مغايرة تماماً للتوقعات التي كان يخطط لها الأمريكان، من ناحية كون الاغتيال سيشكل نهاية لسيرة قادة النصر، أو للمحور الذي قاما ببنائه على جغرافيا الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي باتت اليوم مقبرة للمخططات الغربية كافة.
وكما يلاحظ الجميع، ورغم مرور أربع سنوات على جريمة اغتيال (قادة النصر) بقرار من (الأرعن ترامب)، أن استذكار (جمال وقاسم) مستمر، وعلى نحو متزايد، وبوتيرة متصاعدة، لدرجة دخلت على حملات الاستذكار لمسات إبداعية هنا وهناك ساهمت فيها المواهب الفنية والأدبية، حتى أن بعضها تطوعي وبدافع المحبة والتأثر بشخصية القادة، وهو ما يجعل اليوم كل شخص لديه (سيلفي) مع أحدهما يشعر بالفخر.
#شبكة_انفو_بلس