طلب رسمي لقتل العراقيين
أكدت السفيرة الأمريكية في بغداد هذا اليوم قيام بلادها بقصف مواقع عراقية وقتل عراقيين، فيما ندَّدت الحكومة العراقية على نحو خجول بهذا القصف، الذي تكرر أكثر من مرة خلال شهر، مخلّفاً 16 شهيداً حتى هذه اللحظة
كتب / سلام عادل
أكدت السفيرة الأمريكية في بغداد هذا اليوم قيام بلادها بقصف مواقع عراقية وقتل عراقيين، فيما ندَّدت الحكومة العراقية على نحو خجول بهذا القصف، الذي تكرر أكثر من مرة خلال شهر، مخلّفاً 16 شهيداً حتى هذه اللحظة، ليس لهم ذنب غير كونهم يبدون تعاطفاً من داخل بلدهم مع الفلسطينيين في غزة المحاصرة، وهي التهمة الجاهزة هذه الأيام في الخطابات الإعلامية للبيت الأبيض.
وتبرر الولايات المتحدة الأمريكية عمليات قصف المواقع العراقية وقتل العراقيين، بكونها تتم تحت مظلة طلب عراقي يجيز لها التواجد على الأراضي العراقية، واستخدام القواعد وشن الهجمات متى ما شاءت، حتى ولو بجنحة الشبه والاشتباه، والأكثر من ذلك، يتطلب وفق هذا الطلب، قيام حكومة بغداد بحماية التواجد العسكري الأجنبي، دون الحق بمعرفة طبيعة مهمات هذا التواجد وحجمه ونوع تسليحه.
وبالطبع، لا أحد يمتلك من الحكومة العراقية وثيقة رسمية واحدة تثبت وجود طلب عراقي، يسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية في البلاد، على الرغم من العنوان المخادع الذي يجري تسويقه كحيلة لتواجد هذه القوات، باعتبارها (استشارية) وليست قتالية، لكون ما يجري على أرض الواقع من عمليات ميدانية وتجسسية على دول الجوار، وتدخلات عسكرية لصالح حماية الكيان الاسرائيلي. كلها تؤكد أن هذا التواجد العسكري يخالف مباني السيادة ومواد الدستور العراقي.
والأكثر إثارة للسخرية جولات المفاوضات المضحكة التي جرت بين واشنطن وبغداد على مدار الأعوام الماضية، والتي لم تنتج عنها أي مخرجات تفضي إلى جدولة خروج القوات الأجنبية - تحت مختلف المسميات - ولا حتى ترسيخ قاعدة اشتباكات رصينة تكون مقبولة ومحل احترام من قبل الأطراف كافة، الأمر الذي جعل بغداد عاصمة منزوعة السيادة ومجرد كيس ملاكمة في متناول العواصم الإقليمية والعالمية.
ولهذا شهد العراق اليوم عاصفة من التصريحات والبيانات المنددة بالقصف الأمريكية وبتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية، سواء بحجة التحالف الدولي أو غيره، كان من أبرزها تغريدة لرئيس حركة حقوق النائب حسين مؤنس، الذي وصف (الطلب) العراقي الذي يُجيز لهذه القوات البقاء على الأراضي العراقية، بحسب ادعاءات واشنطن، وإن وجد بالطبع، عبارة عن (طلب لقتل العراقيين).
#شبكة_انفو_بلس