(علمانية) فرنسا التي احترقت بشمعة (يهودية)
تساءل سياسيون وكُتاب رأي في فرنسا، مع مجموعة واسعة من المغردين على مواقع السوشيال ميديا، في حال سقطت العلمانية في فرنسا، فهل هذا يعني سقوط المسيحية أيضاً وبقاء اليهودية لوحدها؟، وماذا بالنسبة للأديان الأخرى؟
كتب / سلام عادل
ضجة في فرنسا أحدثها الرئيس ماكرون حين سمح بإحياء طقس ديني يهودي داخل (قصر الإليزيه)، وذلك عشية ذكرى يوم (العلمانية)، التي تتمثل بإقرار قانونها سنة 1905، وهو التشريع الذي فرض فصل الكنيسة عن السلطات، والذي يعتبر القاعدة القانونية للمبادئ العلمانية المعتمدة في الدولة الفرنسية، الأمر الذي سيقود إلى مسح قرن كامل من الجدل الفكري المدافع عن هذه المبادئ.
وتساءل سياسيون وكُتاب رأي في فرنسا، مع مجموعة واسعة من المغردين على مواقع السوشيال ميديا، في حال سقطت العلمانية في فرنسا، فهل هذا يعني سقوط المسيحية أيضاً وبقاء اليهودية لوحدها؟، وماذا بالنسبة للأديان الأخرى؟، وتحديدا المسلمين الذين يشكلون ثاني أكبر ديانة في فرنسا، والذين لطالما جرى حرمانهم من خصوصياتهم الدينية، على رأسها الحجاب والعباءة وحرية العبادة.
وبالتوازي مع احتفال ماكرون، أشعل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن هو الآخر من داخل واشنطن شمعة في هذا العيد اليهودي، الذي يطلق عليه "عيد حانوكا"، أو "عيد التدشين"، وهو مناسبة ذات بعد سياسي ترتبط بثورة اليهود ضد الحكم اليوناني القديم، على خلفية نجاحهم بإعادة السيطرة على (الهيكل) وتدشينه مرة أخرى بالطقوس، ولهذا يجري الاحتفال ثمانية أيام عبر إشعال الشموع بهذه المناسبة.
ومن هنا تتكون معاني محرجة لأنصار العلمانية، نظراً لرمزية الاحتفال بإعادة "تدشين" الهيكل وإشعال شموع المناسبة من داخل (الإليزيه) في باريس، باعتباره القصر الراعي للعلمانية في جميع أنحاء العالم، وباعتبار العلمانية نظاماً فرض على نفسه (الحياد) بين الأديان، خصوصاً في الأوقات التي يشهد فيها العالم صراعاً بدوافع دينية، كالذي يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة هذه الأيام.
ولهذا صار يُنظر للشمعة اليهودية، التي جرى إشعالها داخل قصر الحكم في الجمهورية الفرنسية، بمثابة نار أحرقت العلمانية، فضلاً عن كونها جعلت رقبة فرنسا تحت قبضة (الصهيونية)، وتحديداً بعد أن باتت أداور الدولة الفرنسية تتراجع جراء الانجرار وراء الاستكبار الأمريكي في كل مكان، وسط تنازل واضح عن منظومة القيم الأخلاقية واللوائح الانسانية، التي سبق وأن تم توقّيها في باريس حين كان يطلق عليها (مدينة النور).
#شبكة_انفو_بلس