فضيحة جديدة حول (سرقة صحن الإمام الكاظم)
يتضح من خلال تحقيقات عضو لجنة النزاهة البرلمانية النائبة عالية نصيف أن (صباح عبد اللطيف مشتت)، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق مصطفى كاظمي، والذي جرى تعيينه بدرجة مستشار رئيس الوزراء لشؤون الإعمار والخدمات، قد اتفق مع (شركة وهمية) للقيام بإعادة تأهيل العتبة
كتب / سلام عادل
يراقب الزائرون لضريح الإمام موسى بن جعفر منذ عدة أشهر الحطام الذي لحق بالصحن الكاظمي الشريف دون معرفة أسباب ما يجري، ويُقال إن أعمال ترميم تجري هناك، لكن أعمال الترميم المزمع القيام بها لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام منذ عام 2022، وظلت على حالها رغم انتهاء طقوس زيارة استشهاد الإمام ومراسم العيدين ووصولاً لشهر محرم.
ويلاحظ الزائر للعتبة الكاظمية اختفاء المرمر القديم الذي كان يغطي الصحن بالكامل، سواء من ناحية جناح الرجال أو جناح النساء، وكذلك رفع المرمر الموجود عند الممرات والمداخل الرئيسية، فيما جرى تغطية الأرضية بالكاربت كمرحلة انتقالية تمهيداً للقيام بعملية ترميم، إلا أنها لم تتحقق حتى اللحظة، وهو ما بدأ يثير تساؤلات الزائرين حتى كشفت النائبة عالية نصيف عن أسرار هذا العبث الذي يحصل.
ويتضح من خلال تحقيقات عضو لجنة النزاهة البرلمانية النائبة عالية نصيف أن (صباح عبد اللطيف مشتت)، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق مصطفى كاظمي، والذي جرى تعيينه بدرجة مستشار رئيس الوزراء لشؤون الإعمار والخدمات، قد اتفق مع (شركة وهمية) للقيام بإعادة تأهيل العتبة الكاظمية وإجراء ترميم شامل للصحن الكاظمي بقيمة 250 مليار دينار عراقي.
وتؤكد التحقيقات الأولية أن الشركة التي تم التعاقد معها لتنفيذ أعمال الترميم، تحمل اسم (مونديال مارمي) ومقرها في لندن، تعتبر واحدة من الشركات الوهمية بحسب (دائرة تسجيل الشركات لدى وزارة التجارة العراقية)، وأن الاتفاق معها تم بواسطة صباح مشتت باعتباره رئيس اللجنة الخاصة بترميم العتبة الكاظمية.
وتُعد هذه القضية فضيحة من العيار الثقيل، لكونها سرقة مفضوحة تمت عبر استخدام النفوذ في السلطة، من خلال الحصول على درجات وظيفية عليا، جرى منحها لمقربين من كاظمي خلال فترة رئاسته للحكومة التي استمرت لمدة سنتين ونصف.
والأكثر من ذلك أن السرقة طالت ضريح إمامين معصومين لديهما مكانة خاصة لدى الطائفة الشيعية في العالم، فضلاً عن مكانتهما لدى شيعة العراق الذين تولى (مصطفى كاظمي) السلطة باسمهم، فضلاً عن كونه ينتسب بالاسم إلى مدينة الكاظمية المقدسة، ولطالما كان يقدم نفسه على كونه من أبناء المدينة ومدعوم من قبل أهلها ومراجعها.
وسبق أن صرّح كاظمي في إحدى اللقاء التلفزيونية عن كونه أول مسؤول عراقي لم يقم بتعيين شخص من عائلته أو أقاربه في وظائف رسمية، أو بالقرب منه أو في أي دائرة من دوائر الدولة، فيما اتضح أنه قام بتكليف شقيقه (صلاح مشتت) برئاسة اللجنة العليا للإعمار والخدمات منذ الشهر الأول لتوليه السلطة في عام 2020.
ويتضح من خلال متابعة الأوامر الإدارية الصادرة عن اللجنة العليا للإعمار والخدمات، أن جميع أعمال هذه اللجنة كانت محل شبهة فساد أو كانت وهمية، ومن أبرز أعمالها الوهمية (مشروع داري)، الذي اعلنت عنه حكومة كاظمي باعتباره أحد مشاريع الإسكان المنخفض الكلفة، لكن تبين فيما بعد أنه (مشروع فيسبوكي) بحسب تصريح وزير الإسكان والبلديات الحالي بنگين ريكاني.
وكان الهدف من إطلاق (مشروع داري) الوهمي كسب أصوات شرائح المحرومين، الذين تم خداعهم باسم المشروع للتصويت لصالح قائمة الكتلة الصدرية خلال فترة الانتخابات النيابية، حيث قيل لهم من يمنح صوته للكتلة سيحصل على (منزل ملك) جديد، وهو كان السبب وراء حصول الكتلة الصدرية على 800 ألف صوت باعتبار أن من بينها 500 ألف صوت تعود لـ(مشروع داري) الوهمي.
وأظهرت وصولات مالية صادرة عن شركات تحويل الأموال قيام (صباح مشتت) بتحويل أموال بملايين الدولارات من بغداد إلى لندن، قيل في حينها إنها أموال تعود لعقار جرى بيعه في منطقة العطيفية المحاذية للكاظمية، إلا أن (صباح مشتت) بعد كشف هذه الفضيحة غادر العراق الى لندن نهائياً ولم يعُد حتى هذه اللحظة، بما فيها شقيقه الذي تولى السلطة عامين ونصف يُضاف لها خمس سنوات رئيساً لجهاز المخابرات، انتهت جميعها بجملة من السرقات الكبرى التي توصف بسرقات القرن، وصار الآن من بينها (سرقة الإمام الكاظم).
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس