قصة حياة (كاظمي) من (جندي مكلف هارب) الى القائد العام للقوات المسلحة
كتب / سلام عادل
في لحظة من لحظات التيّه العراقي تولى (مصطفى عبد اللطيف مشتت) مسؤولية البلاد المدنية والعسكرية، حتى صار يقف على منصة الاستعراض لتمر من أمامه الفيالق والقطعات العسكرية بمختلف الصنوف، في الوقت الذي كان فيه مجرد (جندي مكلف هارب) من الخدمة العسكرية لم يكمل حتى دراسته المتوسطة.
وكما يتضح من الصورة المرفقة أن (كاظمي) كان يبلغ من العمر 18 سنة حين تم سحبه للجيش، ولا تظهر على بدلته العسكرية أي رتبة تثبت مستواه التعليمي، ما يؤشر على كونه بدون شهادة تعليمية، حيث كان الجيش العراقي، كما هو معروف، يمنح الملتحقين بالخدمة العسكرية من خريجي الثالث المتوسط رتبة (جندي أول/ شريط واحد على الكتف)، اما الخريجين من المرحلة الاعدادية فكان يتم منحهم رتبة (نائب عريف/ شريطان على الكتف).
وفضلاً عن ذلك توجد الكثير من الاثباتات والدلائل التي تؤكد أن (كاظمي) لم يكمل دراسته المتوسطة، حتى أن مؤسسات الدولة الوظيفية ليس لديها (إضبارة موظف) باسمه، ولا يوجد في (كلية التراث الاهلية) التي يدعي كاظمي أنه تخرج منها (اضبارة طالب)، بحسب إدعاء كاظمي أنه تخرج من هذه الكلية بمعدل 61 بعد أن اكمل دراسته المسائية فيها.
والاكثر فضيحة من كل ذلك مخاطبات النائب في البرلمان (مصطفى سند) لوزارة التربية التي طالب فيها بتزويده بنسخة من شهادة تخرج (كاظمي) من المرحلة الاعدادية، إلا أن الوزارة اكتفت بارسال كتاب تأييد، سيتحمل الوزير مسؤوليته القانونية لاحقا، دون ارسال (وثيقة تخرج أصولية)، في الوقت الذي لزمت فيه وزارة التعليم العالي الصمت حيال تخرجه من الجامعة.
ومع ذلك تولى كاظمي رئاسة جهاز المخابرات في زمن حيدر العبادي من دون وجود أي مؤهلات دراسية او خبرات وظيفية، فيما تم تكليفه برئاسة الحكومة وإدارة شؤونها المدنية والعسكرية، بما فيها الملف الاقتصادي، مع كونه لا يحفظ (جدول الضرب).
ولم يُعرف عن (كاظمي) في زمن المعارضة شيء يذكر غير كونه موظف مستخدم تحت يد المسؤولين في جريدة المؤتمر، وهي الجريدة الناطقة باسم المعارضة العراقية انذاك ومقرها لندن، لكون (كاظمي) لم يكن يمتلك مؤهلات فنية او صحفية تؤهله لتولي أي مسؤوليات في العمل، وكان في حينها يحمل جواز سفر سويدي باسم (مصطفى بنر/ Mustafa BENER) وهو آسم كردي شائع بين اوساط (أكراد ايران).
وكما هو معروف بين اوساط الجنوبيين في العراق ان الاشخاص الذي يحملون اسم (مشتت، أو لافي، أو دخيل، أو مطشر) يعتبرون من الاشخاص القادمين من أماكن بعيدة، وفي الغالب يخفون أصولهم العرقية، فيما يضيف عراقيون مهاجرون في السويد معلومات اخرى تكشف عن وصول (كاظمي) لمدينة يوتوبوري مطلع التسعينات كلاجيء انساني لكونه لا يحمل تزكية من احزاب المعارضة السياسية.
واستمر (كاظمي) في العمل على الهامش حتى صار مجنداً في (جيش التحرير العراق/ FIF)، وهو تجمع من المرتزقة يحسب أنهم من أصول عراقية جرى تجنيدهم لصالح الجيش الامريكي للقيام بمهمات اثناء الغزو، وهو ما فتح الباب أمام (كاظمي) للتعرف على شخصيات مرتبطة باجهزة الاستخبارات الامريكية ومنهم (كنعان مكية)، ومن خلاله صار يعمل على برامج خاصة تتعلق بالوثائق وارشيف الدولة العراقية الذي تمت مصادرته خلال فترة الاحتلال عام 2003.
وعبر هذ الامكانيات التي وفرها الغزو الامريكي تطورت مهارات كاظمي، فصار يلعب دور السمسار السياسي بين الاوساط الحزبية، حتى بات يمارس مهنة الابتزاز، وهي القدرات التي من خلالها صار عميلاً مزدوجاً للمخابرات الاقليمية والدولية، والاكثر من ذلك قيامه بعملية (الوسيط) بين كل من يرغب بعقد صفقات (التخادم + التخابر).