للشيعة حصرياً .. الحاجة ضرورية لـ(حماية الدولة)
من هنا تبدو الحاجة ملحة في المرحلة الحالية لبلورة مسار سياسي يلبّي طموحات طيف سياسي واسع في داخل البيت الشيعي، وهو المسار الذي يطالب بتحقيق المباني السيادية الثلاث (السياسية + الاقتصادية + الأمنية)، حيث لم يعد من المنطقي الاستمرار بهذا التيّه الذي يعيشه
كتب / سلام عادل
يمكننا إبتداءً من الآن قراءة سورة الفاتحة على روح المرحوم (الإطار التنسيقي)، الذي سيغيب تماماً عن الفعاليات السياسية القادمة، بحكم بداية العد نحو موسم الانتخابات المحلية المزمع اجراؤها نهاية العام الحالي، والتي ستحمل عناوين لتكتلات، بعضها قديمة واخرى جديدة، لن يكون من بينها (الإطار) بالطبع.
وهو ما يؤكد التصورات عن كون (الإطار التنسيقي) كان عبارة عن مجلس لجماعات سياسية هدفها الوحيد مواجهة (مقتدى الصدر) وعرقلة طموحات الانفراد السياسي بالمكون الشيعي.
وعموماً، كانت تعد جهود إيقاف مقتدى الصدر ضرورة تحتاجها البلاد في حينها، على الأقل في حدود الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني الذي بلغ مرحلة خطيرة من الانفلات، وصلت لدرجة الانقلاب المسلح، وهو كان مخططاً تقف خلفه اجندات تآمرية خارجية تستهدف إنهاء (الحاكمية الشيعية).
ولم تكن مخاوف الانفراد السياسي بتمثيل المكون الشيعي تمثل هاجساً عند الإطاريين فقط، بقدر ما كانت تشترك فيها اطراف سُنية كانت تخشى هي الاخرى في تلك الاوقات انفراد الحلبوسي بالتمثيل السياسي للمكون السُني، وكذلك اطراف البيت الكردي التي أرادت إيقاف طموحات البارزانيين الذين خططوا لابتلاع الاقليم بالكامل.
ومع أن جهود إيقاف (التحالف الثلاثي) نجحت في حينها، من خلال تفاهمات (ائتلاف إدارة الدولة)، والتي نتج عنها تشكيل السلطة العليا في البلاد، إلا أن الاطار التنسيقي ظل بلا إطار، حتى أنه لم يستطع انتخاب قيادة دورية له او كتابة برنامج سياسي ينطوي على أهداف، ولا حتى تخصيص مقر دائم لفعالياته،.
وقد انجرّ لحالة الإطار الذي ظل بلا إطار، وهي حالة غير مُجدية بلا أدنى شك، مجموعة فصائل المقاومة أيضا، التي صارت تنسيقيتهم هي الاخرى بحاجة الى تنسيقية.
ومن هنا تبدو الحاجة ملحة في المرحلة الحالية لبلورة مسار سياسي يلبّي طموحات طيف سياسي واسع في داخل البيت الشيعي، وهو المسار الذي يطالب بتحقيق المباني السيادية الثلاث (السياسية + الاقتصادية + الأمنية)، حيث لم يعد من المنطقي الاستمرار بهذا التيّه الذي يعيشه العراق منذ عام 2003، والذي أدى الى تعطيل دور الدولة وتقزيم حالة البلاد بين الأمم.
وفي متناول اليد اليوم جهود وموارد اثبتت قدرتها على التأثير والحسم، وأقصد هنا مخرجات الدورة الانتخابية الخامسة التي قدمت قوى ناشئة ونواباً شبابا سمعنا لهم صوتاً وشاهدنا لهم دوراً في غالبية المراحلة المهمة، من بينهم (النائب حسين مؤنس)، وكذلك (النائب حسن سالم)، علاوة على آخرين من نواب الفصائل او المدعومين من الحشد بصورة غير معلنة.
ولا ينبغي ان ننسى دور الاوساط النخبوية والشعبية التي ظلت حاضرة ومتفاعلة على الدوام في توفير جميع اشكال الدعم، بحسب ما يصلها من توجيه، وهي جميعها موارد ترفع من حظوظ اي مشروع سياسي، باعتبار أن وجود المجتمع السياسي الداعم كفيل بنجاح المتصدين السياسيين.
وبالتالي ينبغي الذهاب الى ما هو أبعد من الإطار، وما هو أبعد من التنسيقية، لتشكيل تحالف جديد تكون سقوف الطموحات فيه عالية، لا تقف عند حدود الانتخابات المحلية، بل تتعداها الى ما يقود الى إدارة الدولة بالطريقة التي تحمي الدولة ولا تفرط بها، وهو في متناول اليد، خصوصاً بعد ما مرّ من تجارب تأسيسية أدت غرضها على أي حال، سواء كانت على شكل (الإطار) أو على شكل (التنسيقية).
وفي الختام .. كثيرة هي المعاني والعبر في الآية التالية من سورة النحل: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس