ماذا يعني وجود ريان الكلداني في الفاتيكان ..!
تحظى حركة بابليون، الممثل السياسي للكلدان، بمقبولية واسعة بين أوساط القوى السياسية العراقية، وتمكنت الحركة خلال وقت قصير من تثبيت وجودها ككيان شرعي يمثل المكون المسيحي الكلداني، بعد أن عاش المكون سنوات من التَّيه السياسي من دون تمثيل حقيقي .
كتب / سلام عادل
يبدو أن الكاردينال ساكو قرر أن يتحول إلى مجرد عضو في حزب بارزاني، يعمل تحت التوجيه وبحسب الأوامر الحزبية، بعد أن كان مرجعاً للمسيحيين الكلدان في العراق والعالم، وهو مؤشر على الحسابات السياسية الخاطئة التي اعتمدها ساكو حين فرّط بقوة أبناء الطائفة الكلدانية في بغداد، خصوصاً بعد حضورهم الأخذ بالاتساع على مستوى السلطة التشريعية والتنفيذية.
ودخل الكاردينال ساكو منذ فترة قصيرة في نزاع مع رئيس حركة بابليون الشيخ ريان الكلداني، من الواضح أنه نزاع مدفوع الثمن من قبل أربيل، بهدف إزاحة الوجود التاريخي للمسيحيين الكلدان في مناطق سهل نينوى، وهي مناطق غنية بالنفط والموارد الطبيعية، والتي تسعى أربيل إلى الاستحواذ عليها وجعل الكلدان مجرد رعايا تابعين لسلطتها، وهو ما يرفضه ريان الكلداني.
وتحظى حركة بابليون، الممثل السياسي للكلدان، بمقبولية واسعة بين أوساط القوى السياسية العراقية، وتمكنت الحركة خلال وقت قصير من تثبيت وجودها ككيان شرعي يمثل المكون المسيحي الكلداني، بعد أن عاش المكون سنوات من التَّيه السياسي من دون تمثيل حقيقي، باستثناء واجهات حزبية تدَّعي تمثيلها للمكون من بينهم شخصيات كردية بالطبع.
ومنذ أن ظهرت حركة بابليون صار يتم استهدافها سياسياً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحديداً حين جرى جرجرت أقدام الكاردينال ساكو ليترك بغداد ويقيم في أربيل، ومنذ تلك اللحظة تحول الكاردينال من راعي الكنيسة الكلدانية الى مجرد موظف حزبي ليس لديه أي أشغال غير إقامة الندوات الإعلامية لتسقيط حركة بابليون ورئيسها.
ومن الملاحظ أن زيارة ريان الكلداني إلى الفاتيكان مؤخراً، ولقاءه بقداسة البابا فرنسيس، وسط ترحيب أنيق تضمن تبادل تحايا وتهاني بين الطرفين، قد خلق أزمة نفسية لدى الكاردينال ساكو ومن خلفه الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو ما دفعهم إلى الاستعانة بماكنة التسقيط المعروفة التي لطالما استخدموها في صناعة بروباغاندا إعلامية لاستهداف الخصوم.
ويظهر ذلك من خلال تحريض بعض المواقع الإعلامية الأمريكية الرخيصة، من قبيل موقع معهد واشنطن، وهو مجرد (ويب سايد) مفتوح لأغراض النصب والاحتيال السياسي باسم الولايات المتحدة الأمريكية، ويُستخدم هذا الموقع عادة في الشؤون العراقية لصالح من يدفع أكثر، ولهذا قام المعهد بنشر مقالة للمدعو (مايكل نايتس) وهو كاتب مأجور، ليتهجم من خلال هذه المقالة على رئيس حركة بابليون.
وظهر أيضاً ضمن حملة التسقيط التي استهدفت تشويه زيارة رئيس حركة بابليون الى الفاتيكان، ومن واشنطن أيضاً، المدعو (انتفاض قنبر)، وهو الآخر شخصية معروفة بعمليات النصب والاحتيال السياسي التي تندرج ضمن المادة (56) من قانون العقوبات العراقية رقم 111 لسنة 1969.
ومن خلال (حملة القفّاصة) هؤلاء تتضح الأزمة النفسية التي يعيشها الكاردينال ساكو والحزب الديمقراطي الكردستاني، باعتبارهما قررا تمويل مقالات رخيصة باسم الإعلام الامريكي لغرض التأثير على الفاتيكان، في محاول لتصوير زيارة ريان الكلداني الى ايطاليا قضية غير مرحَّب بها من قبل الإدارة الامريكية، على الرغم من أن العالم بأكمله يعرف أن البابا فرنسيس من أشد المعارضين لسياسة واشنطن.
ومن المعروف عن الفاتيكان عدم قيامه بإبداء تحفظات على المسيحيين الكاثوليك من أنحاء العالم كافة حين يمارسون العمل السياسي، إلا أن الفاتيكان يتحفظ على رجال الدين المسيحيين حين يتدخلون في الشؤون السياسية، وهو الخطأ الذي وقع فيه الكاردينال ساكو، بل يعتبر خطأ ساكو مضاعفاً، باعتباره فضَّل أن ينحاز لصالح حزب قومي كردي يعمل لصالح عائلة عشائرية، وهي عائلة البارزانيين، على حساب حزب مسيحي يعمل لصالح أبناء الطائفة الكلدانية.
يذكر أن ريان الكلداني رئيس حركة بابليون، والذي مازال يتواجد في ايطاليا، يعمل حالياً على عقد شراكات مع شركات ايطالية لتنفيذ مشاريع في العراق، وسط ترحيب ودعم من قبل حكومة بغداد، وبالتنسيق مع الحكومة، خصوصا أن هذه المشاريع سيكون المستفيد منها بالدرجة الأساس أبناء المكون المسيحي الكلداني، ضمن إطار تنمية مواردهم، وفي إطار المساعي الخاصة لعودة المهاجرين منهم الى العراق، وهو مكسب وطني عراقي يبدو أن الكاردينال ساكو ومعه حزب البارزانيين لا يرونه ولا يريدونه.
#شبكة_انفو_بلس