ما هو ليس جديد على (إقليم إسرائيل ستان)
على أي حال لم يغفل التاريخ تدوين التخابر الكردي-الإسرائيلي الممتد منذ سنوات الستينيات، حين تواصل فيها البارزانيون بقيادة ملا مصطفى مع (الموساد) داخل الأراضي الفلسطينية المغتصَبة، ما يجعل وجود مقرات ونشاطات إسرائيلية في أربيل حالة متوقعة في السنوات الأخيرة
كتب / سلام عادل
لم تكن تحذيرات إيران جديدة من نوعها حين توجه الاتهامات إلى إقليم المحافظات الشمالية في العراق، باعتباره منطقة تستهدف الأمن القومي الإيراني، ويشمل ذلك الأمن القومي التركي والأمن القومي السوري، وقبل كل ذلك الأمن القومي العراقي، والدليل محاولات الإقليم المستمرة تهديد وحدة البلاد، كان آخرها السعي إلى تقسيمه تحت يافطة (الاستفتاء) على (الاستقلال)، التي جرت احداثها في 2017 حين كان فيها العراق للتو يتنفس من حرب داعش.
وعلى أي حال لم يغفل التاريخ تدوين التخابر الكردي-الإسرائيلي الممتد منذ سنوات الستينيات، حين تواصل فيها البارزانيون بقيادة ملا مصطفى مع (الموساد) داخل الأراضي الفلسطينية المغتصَبة، ما يجعل وجود مقرات ونشاطات إسرائيلية في أربيل حالة متوقعة في السنوات الأخيرة، وهي محسوسة وملموسة ومشاهدة ومرصودة، ويكاد الجميع يتحدث عنها بما فيها الإقليم نفسه، الذي تتفاخر قياداته أحيانا بوجود علاقات مع الكيان الصهيوني.
وتتعرض مناطق الإقليم في كل يوم تقريباً لقصف تركي ممنهج يستهدف مناطق ريفية وحضرية، وقد استُخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الخطرة، مثل المدفعية والصواريخ والقاصفات بمختلف أشكالها، ومازال الإقليم تحت رحمة العمليات العسكرية ونشاطات المخابرات التركية التي تنفذ أحياناً عمليات اغتيال في وضح النهار، وتهدد بكل ما في متناول يدها لدرجة فرضت على بغداد التعامل مع الإقليم باعتباره (خاصرة هشّه) أو على الأقل (حالة مرضية) ميؤوس منها.
ولا ننسى أن الإقليم المنفصل فعلياً بات منطقة لاستهداف العراق بأكمله، وليس ببعيدة عنا الاستهدافات الأخيرة التي تعرضت لها مواقع عراقية في بابل وكركوك وبغداد، والتي وراح ضحيتها 20 منتسباً لقوات الحشد، وهي استهدافات لها صلة بقواعد وغرف عمليات أمريكية تتخذ من كردستان مقراً لها، وتبدو سلطة كردستان مرتاحة لمثل هكذا عمليات وما يترتب عليها، باعتبار أن الإقليم يعيش وينتعش على خرائب العراق وأزماته.
ولكن مع ذلك يبقى الشعب الكردي المغلوب على أمره ضحية لحالة عدم الاستقرار منذ عشرات السنين، جراء طموحات القوى المتنفذة في الإقليم، والتي تركته بلا رواتب وسط أزمة اقتصادية خانقة، صار الأمن تحدياً آخر يُضاف إليها، ولعل الصواريخ الباليستية الأخيرة أنهت ما كان يُطلق عليه (الإقليم الآمِن) الذي تبجّح به الإعلام السياسي كثيراً، رغم أنه كان مجرد كذبة تفجرت أخيراً لترسم ملامح (إقليم إسرائيل ستان) بدل (إقليم كردستان).
#شبكة_انفو_بلس