(ملاعيب) ما قبل الزيارة الأربعينية
ذلك، وعلى الرغم من توضيحات أهالي المخطوفين، من كون أبنائهم سقطوا ضحية عصابات التهريب الى أوروبا، وأن الجريمة جنائية كثيراً ما تحصل في بلدان أخرى، إلا أن التحريض في السوشيال ميديا أخذ طابعاً سياسياً، حتى باتت بعض المواقع تدفع باتجاه الخروج بتظاهرات احتجاجية
كتب / سلام عادل
في مثل هذا التوقيت من كل سنة تظهر قبل الزيارة الأربعينية مختلف أشكال الشائعات والقصص المفبركة وأخبار التخويف والتضليل، وهي حالة صارت شبه تقليدية، وتكشف عن بصمات أصحابها الذين هم في الغالب (شِلَل إعلامية) من المرتزقة، ممن يُطلق عليها (طابور خامس)، وهم في الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير، لدرجة يستحقون فيها وصف (الطابور الخايس).
وتتكون أُسرة هذا (الطابور الخايس) من بعثيين وطائفيين سُنة، يُضاف لهم المرتزقة الذين صنعتهم أجواء الفوضى الإعلامية في العراق الجديد، والذين يشكلون بمجموعهم الجهاز الإعلامي الذي كوّنه مشرق عباس المستشار السياسي لـ(كاظمي الغدر) بواسطة استخدام موارد وإمكانيات الدولة، من بينها استغلال قدرات جهاز المخابرات على وجه التحديد، وهم بالتأكيد لا يجيدون غير صناعة وبث الشائعات وتزييف الحقائق وتأزيم الحياة بشكل عام.
وكالعادة جرى افتتاح مهرجان تسقيط الزيارة الأربعينية لهذا العام بأخبار تتحدث عن حصول حالات (تسمم) بين أوساط الزائرين، بسبب تناولهم الطعام من المواكب الحسينية التي تنتشر على جميع الطرق المتجهة الى كربلاء، وهو ما جرى تداوله عبر السوشيال ميديا منذ ساعات، باعتبار أن عددا من الزائرين الإيرانيين تناولوا الطعام في منطقة المقدادية وحصلت عندهم حالة تسمم.
وعلى التوالي مع (قصة التسمم) تم بث فيديو عن وقوع حالة خطف لأشخاص من قبل عصابة تحتجزهم داخل (كهف)، وجرى تمرير الخبر باعتبار أن أحداثه تدور في إيران، وأن المخطوفين العراقيين، وهم من أهل البصرة، جرى خطفهم من قبل عصابة إيرانية تطالب بفدية، على كون الحادثة وقعت على الحدود الكردستانية التركية وأن الخاطفين من عصابات تهريب البشر.
ومع ذلك، وعلى الرغم من توضيحات أهالي المخطوفين، من كون أبنائهم سقطوا ضحية عصابات التهريب الى أوروبا، وأن الجريمة جنائية كثيراً ما تحصل في بلدان أخرى، إلا أن التحريض في السوشيال ميديا أخذ طابعاً سياسياً، حتى باتت بعض المواقع تدفع باتجاه الخروج بتظاهرات احتجاجية تستهدف القنصلية الإيرانية في البصرة.
وبما أن مكونات أي خطاب إعلامي، حين يكون الهدف منه التسقيط السياسي، ويشتمل على عناصر من بينها شتم (الشيعة + إيران)، والتحريض على إثارة الشارع وخلق الأزمات، فسيكون بالضرورة خطاباً مصنوعاً من قبل ماكنات (الطائفية البعثية السُنية)، وذلك بحسب قواعد تحليل المضمون في الخطاب الإعلامي.
ومن المتوقع ظهور المزيد من سيناريوهات (الحرب الإعلامية) خلال المرحلة الحالية، التي تستهدف الاستقرار السياسي والأمني، باعتبار أن أدوات هذه الحرب رخيصة وفي متناول اليد، في ظل ما يوفره الإنترنت من تطبيقات مختلفة الأشكال والمساحات، وهي مفتوحة أمام الفضاء العام من دون أي قيود أو رقابة.
وكما يلاحظ خلال الأيام القليلة الماضية الترويج الواسع النطاق لفكرة قرب حصول تدخل عسكري أجنبي بقيادة أمريكية لقلب نظام الحكم، حتى صار تطبيق (تيك توك) عبارة عن نشرة أخبار حربية تتناقل حركة آليات الجيوش الغازية التي تنتشر حول محيط بغداد وعلى الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظات.
وجزء من هذا الترويج الإعلامي، بالطبع، يستهدف (حكومة السوداني)، بهدف تسقيطها سعياً لخلق مناخ يساعد على إسقاطها قبل حتى أن تكمل سنة واحدة من عمرها، وهو ما حصل مع حكومة السيد عادل عبد المهدي التي جرى إسقاطها بعد 11 شهراً من تشكيلها، عبر استخدام أدوات الحرب الناعمة التي نزلت الى الشارع، فيما بعد، ما أدى الى اندلاع فوضى عارمة في تشرين عام 2019 استمرت عدة أشهر.
وتحت شعار (إيران بره بره) يُراد مجدداً حفر خنادق اجتماعية رافضة لدخول الزائرين الإيرانيين الى العراق، بما فيها خطابات معادية لدرجة الكراهية العنصرية المحرمة دولياً، ولعل مجرد العودة الى ارشيف السنة الماضية، والسنوات التي قبلها، سيتضح حجم التشابه في (الملاعيب القذرة) التي تسبق الزيارة الأربعينية، والتي الهدف منها تعكير هذا الطقس المليوني الذي يجمّع ويوحّد الشيعة من الجنسيات كافة.
وفي الختام .. لا ينبغي أن ننسى، أن "البعض" في السوشيال ميديا، كان يروّج في العام الماضي، وفي نفس أيام الأربعينية، الى دخول عناصر مسلحة من إيران هدفهم تصفية نشطاء تشرين.. أليس كذلك ؟!.
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس