edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. من واشنطن.. مع التحية تمّ إيداع الرصيد في حساب المقاومة

من واشنطن.. مع التحية تمّ إيداع الرصيد في حساب المقاومة

  • 24 تشرين اول
من واشنطن.. مع التحية تمّ إيداع الرصيد في حساب المقاومة

كلما لوّحت واشنطن بالعصا، نبتت للمقاومة جزرة جديدة، وكلما هدّدت فصيلاً، رفعت من قيمته التفاوضية، أما الإعلام المصفّق، فسيبقى يجهل أنه مجرد “مذيع إعلان تجاري” في حربٍ لا يفهم اقتصادها

 

 

كتب / سلام عادل

منذ عشرين عاماً، لم تغيّر واشنطن أسلوبها في الحديث عن العراق إلا في نبرة الصوت، فكلما اقتربت مواسم الانتخابات داخل البلدين، أو تجددت الحاجة إلى “عدوٍّ وظيفي”، رفعت الإدارة الأمريكية صوتها قليلاً، وكأنها تكتشف فجأة أن في العراق فصائل مسلّحة، وأن هذه الفصائل تشكّل خطراً على الأمن الإقليمي، ثم تبدأ حفلة التصريحات المتبادلة بين واشنطن ووسائل الإعلام العراقية، التي تعيش على “الاشتراكات الشهرية في الضجيج السياسي”.

ولكن المفارقة أن كل خطاب تهديد أمريكي يتحول عملياً إلى حملة ترويج مجانية للفصائل، ورفعٍ لأسهمها في السوق السياسية، فالأمريكي، وهو يظن أنه يضرب “ماركة المقاومة”، يساهم في تحويلها إلى علامة تجارية مطلوبة! مثل شركة يُحظر استيراد منتجاتها، فيُقبل الناس عليها بشهية أكبر.

وإذا عدنا إلى التاريخ القريب، سنجد أن كل تنظيمٍ واجه الولايات المتحدة خرج من المواجهة أكثر حضوراً، هذه طالبان، بعد أن دخلت كهوف تورا بورا خرجت منها إلى قصور كابل، وكذلك الحوثيون، الذين تحوّلوا من صرخة في الجبال إلى دولة أمر واقع، فواشنطن بارعة في صناعة الخصوم، وتجهل أن “الخصومة” في الشرق تُعدّ رأس مالٍ سياسيّ وليس عبئاً أمنياً.

وفي العراق، تكرر المشهد نفسه حتى صار عادةً بعد كل بيان غاضب من الخارجية الأمريكية، حيث يقابله بيان شكرٍ غير معلن من أحد الفصائل، لأن القيمة السوقية للسلاح ترتفع بقدر ما يرتفع “التهديد الأمريكي”، وكأننا أمام بورصة سياسية ترتفع أسهم المقاومة فيها كلما صرخت واشنطن.

وأما الإعلام المحلي المتحمّس، الذي يلهث خلف “الطشة” في نقل التصريحات الأمريكية، فهو الطرف الأكثر سذاجة في اللعبة دون أن يدري، لكونه يعتقد أنه يساهم في الضغط على الفصائل، بينما هو في الحقيقة يشارك في إعادة إنتاجها، فهو يضخّ الهواء في رئةٍ يحسبها خصماً، بينما يمنحها أوكسجين البقاء والشرعية.

ولعل المفارقة الأشد طرافة أن واشنطن حين تتهم الفصائل بالارتباط بطهران، فهي لا تعني الإدانة بقدر ما تمارس الغزل السياسي مع إيران، في محاولة لفتح باب الصفقة الكبرى، التي يشتهيها الأمريكي باعتباره تاجراً قبل أن يكون محارباً، والتي بسببها يلوّح بالعقوبات ليحصل على تخفيضٍ في السعر، بل وأحياناً يشتم ليُفاوض، ويهدد ليُحَبّ، وهذا ما يجعل كل “تصعيد إعلامي” مجرد إعلانٍ عن وجود رغبة في التفاهم، لا نيّة في الحرب.

وبمنطق السياسة الأمريكية، لا بد من وجود “طرفٍ سيئ” كي يكتمل العرض، لكن في منطق الشرق، من يُتَّهَم بأنه “سيئ” من قبل واشنطن يصبح تلقائياً “بطلاً” في عيون الناس، فالأمريكي يجهل أن ذاكرة الشعوب لا تخاف ممن يحتلّ شاشاتها، بل ممّن يحتلّ أرضها، وأن سلاح المقاومة مهما اختلف عليه الداخل، يبقى في الوعي الجمعي أقرب إلى الكرامة من كل بيانات السفارة.

ولذلك فإن الفصائل، من دون أن تبذل جهداً، تجد نفسها اليوم في موقع “الطرف المفاوض” بمجرد أن ترتفع حدّة الخطاب الأمريكي، ومع كل تهديد جديد يعني أنها صارت رقماً في معادلة التوازن، ومع كل بيان غاضب يعني أن الطريق إلى الصفقة يمرّ عبرها، ولو أُتيح لواشنطن لقامت بإدراج الفصائل العراقية في بورصة “وول ستريت” تحت تصنيف “أصول عالية المخاطر وعوائد عالية القيمة”.

ولهذا تبدو اللعبة القديمة ذاتها، مجرد تهديد يليه تفاوض، وضغط يتبعه احتواء، وضجيج إعلامي ينتهي بمائدة حوار، والنتيجة الثابتة أن الفصائل تخرج أقوى مما كانت، بينما يخرج المتحمّسون لواشنطن في الإعلام بمظهر الخاسر، الذي راهن على ورقة محترقة، وهو ما يجعل أمريكا، عن غير قصد، أكبر وكالة إعلانات للمقاومة في الشرق الأوسط، فهي ترفع منسوب الجدل، وتغذّي النقاش، وتمنح خصومها شرعيةً مجانية.

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
حان وقتُ الدولة لا "حسابات" الذباب

حان وقتُ الدولة لا "حسابات" الذباب

  • 23 أيلول
المشروع الوطني: رؤية بلا ولاية ثانية

المشروع الوطني: رؤية بلا ولاية ثانية

  • 22 أيلول
ما بعد كورونا .. فايروس ذهني لمقاطعة الانتخابات

ما بعد كورونا .. فايروس ذهني لمقاطعة الانتخابات

  • 21 أيلول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة