وقفوا بوجه المشروع
حينما تمر على الواقع العراقي يستوقفك السؤال عن سبب تردي الأحوال رغم توفر كامل أدوات التقدم والإعمار وتوفير الخدمات وتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والعلمي والصحي ...الخ
هذا السؤال يجيب عليه سؤال قديم تردد على لسان عراقيين شهدوا تحضيرات الولايات المتحدة لغزو العراق من أجل الإطاحة بصدام وإقامة نظام ديمقراطي يليق بالعراقيين كما زعمت إدارة البيت الأبيض حينها, فتردد سؤال العارفين بأمريكا وسياستها العالمية لا سيما في منطقة الشرق الأوسط ومحيط الكيان الإسرائيلي: هل يمكن لأمريكا التي جاءت بصدام لتدمير العراق أن تسمح بإعمار العراق؟
هذا السؤال الذي طرح عام 2002 يجيب على سؤال 2021 أو يمكن اختزاله بكلمة واحدة: هيهات
لقد جاءت الولايات المتحدة ومعها الضمانات التامة لربيبتها المدللة القابعة على أرض فلسطين بأن هذه الدول العربية القوية لا يجب أن تقوم لها قائمة, ولا يسمح لها بتسخير ثرواتها بالشكل الصحيح ولا يجب أن يكون فيها نظام سليم, وفي سبيل ذلك لا بد من تمزيق المجتمع من ناحية وتسليط ضعاف
النفوس من ناحية ثانية
أما المجتمع فله مسلسل المفخخات والإرهاب والحرمان وسوء الخدمات وتبديد الثروات ونشر الأوبئة والآفات المجتمعية بصورة طبيعية كنتيجة لما يعيشه المواطن. وأما الحكومة فلا بد أن تغرق بوحل الفساد الذي لا مخرج لها منه عبر خلق نظام اقتصادي يقوم على سرقة كل شيء فإذا ما اعترض أحد ووجد الأمريكان أنه يقف عثرة بوجه المشروع الضامن لتمزيق العراق فإن مصيره كمصير الشهداء الثلاثة عقيلة الهاشمي وعز الدين سليم وأحمد الجلبي الذين لم يرضوا عن بريمر ولم يرض عنهم
#العلو_الاخير