أمام نظر (المرجعيات) تبيع الحكومة كتب التعليم المجاني والإلزامي
كتب / سلام عادل
تتوسل الامهات بصاحب الكشك الذي يبيع الكتب الدراسية المنهجية من أجل تخفيض الف دينار من سعر الكتاب الواحد، لان مبلغ سبعة الاف دينار للكتاب الواحد يعتبر كبير بالنسبة للعوائل الفقيرة التي لديها ثلاثة تلاميذ في المدارس الحكومية.
وفي حال علمنا أن كل تلميذ خلال مرحلة الدراسة الثانوية يحتاج ستة كتب على الأقل، فهذا يعني أن المبلغ سيكون كبير للغاية، خصوصاً مع إضافة لوازم قرطاسية وملابس وحقيبة ظهر وأشياء اخرى يحتاجها كل تلميذ وطالب خلال السنة الدراسية.
ومع كون الحكومة العراقية لديها مطابع عملاقة تستطيع تغطية حاجات جميع طلبة العالم العربي مجاناً، ومع كون وزارة التربية لديها تخصيصات مليارية وأموال لا تعد ولا تحصى لسد تكاليف هذه المطبوعات، إلا أن واقع الحال على غير ذلك تماماً.
والاكثر غرابة أن مطابع وزارة التربية قد قامت فعلاً بطباعة المناهج الدراسية لهذا العام على حساب الدولة ومن تخصيصات المال العام، ولكن هذه المناهج وصلت لبائعي الكتب في شارع المتنبي دون أن تصل لمستحقيها من التلاميذ والطلبة.
ولذلك وقفت الأمهات في طوابير أمام أصحاب الاكشاك يتوسلون بهم من أجل الحصول على تخفيضات تسمح لهم بشراء جميع الكتب المقررة والمختوم عليها (جمهورية العراق/ وزارة التربية/ المديرية العامة للمناهج الدراسية).
والمصيبة الأكبر أن هذه الكتب التي تصدر عن وزارة التربية العراقية، والتي تُباع في المكتبات التجارية، تحمل رقم إيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد، مع الإشارة الى أن (القانون) يفرض (توزيعها مجاناً) ويمنع (بيعها وتداولها في الأسواق).
وبمقدور السادة أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم (329 نائباً)، يضاف لهم قادة القوى السياسية جميعاً من الذين يطلق عليهم (زعماء)، مع (السيد المدعي العام) الذي نسمع به ولا نراه، الى جانب 60 قناة تلفزيون و27 الف صحافي مسجل في نقابة الصحفيين، علاوة على النخبة الذين يصدعون رؤوسنا ليل نهار، بمقدور كل هؤلاء زيارة شارع المتنبي في بغداد، او المكتبات التجارية في عموم المحافظات، للاطلاع على عملية بيع الكتب الدراسية المكتوب عليها توزع مجاناً ويمنع بيعها وتداولها في الأسواق.
لذلك يكون من الطبيعي نقول : صخم الله وجه حكومة كاظمي مليار مرة، وصخم الله وجه كل من سكت عنها.
ملاحظة : ادعو (المرجعيات الدينية) لشراء الكتب الدراسية وتوزيعها على الطلبة الفقراء من صندوق أموال المسلمين تنفيذاً لأول رسالة سماوية نزلت على رسول الله (إقرأ)، لان (حكومة ابن مشتت)) سرقت جميع أموال صندوق الدولة التي تبيع ثلاثة ملايين ونصف برميل نفط في اليوم الواحد.