أين سفراء العراق في عواصم الدول..؟
باستثناء سلطنة عُمان وايران، مع المبادرة الروسية المهمة لدعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد تنديداً بالقصف الأمريكي على العراق وسوريا، لم نشاهد المجتمع الدولي يتحرك حتى ولو من باب الحرص على النظام الدولي وتطبيقاته القانونية، الأمر الذي يضيف إلى هذه الدول.
كتب / سلام عادل
تابعت الأوساط الإعلامية تصريحات لافتة لوزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي بخصوص القصف الأمريكي الذي استهدف العراق وسوريا فجر يوم السبت، ورافق تصريحات الوزير اتصال هاتفي مع نظيره العراقي أعرب فيه عن تضامن مسقط مع بغداد وحرصها على سيادة ووحدة العراق، وهو ما يجعل عُمان الدولة الأبرز على المستوى الدبلوماسي في التعاطي مع ما يحصل في المنطقة إلى جانب الجمهورية الإسلامية في ايران.
وباستثناء سلطنة عُمان وايران، مع المبادرة الروسية المهمة لدعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد تنديداً بالقصف الأمريكي على العراق وسوريا، لم نشاهد المجتمع الدولي يتحرك حتى ولو من باب الحرص على النظام الدولي وتطبيقاته القانونية، الأمر الذي يضيف إلى هذه الدول، وعلى رأسها الدول الاوروبية، عاراً يضاف إلى عار التواطؤ على ما يجري من جرائم حرب بحق المدنيين تحصل يومياً في قطاع غزة المحاصر.
واللافت للنظر منذ يوم السبت وحتى هذه اللحظة أن ما يطلق عليه (التحالف الدولي ضد داعش) قد ظل على الصامت، وكأنه (أطرش في زفة)، على الرغم من كون القوات المستهدفة بالقصف الأمريكي الغادر كانت قوات أساسية في الحرب على الارهاب، بل وتعتبر حائط الصد الاول في وجه الارهاب، وهي قوات الحشد الشعبي الماسكة للأرض والمرابطة على الحدود على الدوام في آخر خمس سنوات، رغم الظروف الصعبة وكافة أشكال التحديات، بهدف الحد من عودة التنظيم الذي أرعب وأرهب العالم بأكمله.
ومع ذلك من غير المفهوم لماذا يبدو سفراء الدول لدى بغداد في حالة (سوء فهم) للواقع العراقي ولتطلعات العراقيين، وتحديداً ما يتعلق برفض الهيمنة والاستهتار الأمريكي، لدرجة يبدون فيها أحياناً وكأنهم ذيول للسفارة الامريكية، مع كونهم يمثلون دولا ذات سيادة كاملة، وبعضها دول عظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن، مثل فرنسا وبريطانيا، لكونهم على الاقل يسيرون خلف الرأي الامريكي في كافة اتجاهاته، حتى ولو كان باطلاً وسخيفاً وإجرامياً، كالذي تتخذه واشنطن لصالح حكومة (النتن ياهو) الصهيونية المتطرفة.
ومن غير المفهوم اكثر لماذا تجد وزارة الخارجية العراقية صعوبة في فضح الاستهتار الأمريكي في العراق؟ ولماذا وزير خارجية العراق لم يركض إلى جامعة الدول العربية؟ او أي محفل دولي آخر بهدف اصدار قرار إدانة ضد العدوان الامريكي! ولماذا لا تتحرك بعثات العراق الدبلوماسية لدى العواصم من أجل كسب مواقف تضامنية مع بغداد؟ مثل الموقف العُماني والايراني والروسي الجدير بالثناء والتقدير، وهو ما يجعلنا نتساءل.. أين سفراء العراق؟!
وفعلاً.. أين سفير العراق لدى واشنطن؟ وأين سفير العراق لدى لندن؟ وأين سفير العراق لدى باريس؟ وأين سفيرة العراق فوق العادة لدى الرياض؟ وأين سفير العراق لدى الأردن؟ الذي هو الآخر غاب عن المشهد رغم الجدل الخطير حول وجود دور لسلاح الجو الأردني في القصف الغاشم، أين كل هؤلاء السفراء؟ لكون من غير المعقول لدينا سفراء في مسقط وطهران وموسكو فقط يهتمون ويتفاعلون مع قضايا بلدهم؟!.
وفي الختام، أين ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة ؟، كما يتطلب أن نتساءل عن بعثة يونامي في بغداد، وبصراحة اكثر أين جنين بلاسخارت مما جرى ؟.