إسرائيل تأكل نفسها
لعل تكتيكات حرب تموز في 2006، والتي دارت أحداثها في لبنان، تعيد تكرار نفسها في حرب أكتوبر 2023، والتي تدور أحداثها هذه الأيام في غزة، من ناحية الصمود في مواجهة الكيان لتحقيق (كسب نقاط).
كتب / سلام عادل
قد يكون من أبرز ما اتضح من خطاب "السيد"، الذي انتظره العالم يوم الجمعة الماضية، هو ما يتعلق بمنهجية الصبر الاستراتيجي المعتمدة لدى الفصائل منذ سنوات، وليس ابتداءً من أحداث غزة الأخيرة، بهدف استهلاك رصيد الكيان، الأمر الذي سيعني في المحصلة النهائية تحقيق انتصارات تتمثل بمعادلة (كسب النقاط).
ويتضح من مسار أحداث حرب تموز في 2006، والتي دارت أحداثها في لبنان على مدار 34 يوماً، والتي انتهت لصالح فرض معادلة الردع، هي معادلة جعلت الكيان يقتنع بأن علوية سلاح الجو ليست هي الحاسمة، كما أنها فرضت إنهاء سيناريو (الشرق الأوسط الجديد) الذي كانت تخطط له الإدارة الأمريكية.
ولعل تكتيكات حرب تموز في 2006، والتي دارت أحداثها في لبنان، تعيد تكرار نفسها في حرب أكتوبر 2023، والتي تدور أحداثها هذه الأيام في غزة، من ناحية الصمود في مواجهة الكيان لتحقيق (كسب نقاط)، سيكون لصالح نضال الشعب الفلسطينين الذي خسر ما خسر خلال الـ75 سنة أمام أنظار جميع دول العالم، دون أن يتدخل أحد في إيقاف الاستهتار الإسرائيلي.
ومما لا شك فيه تُعتبر خسائر المواجهة مع قدرات الكيان العسكرية فادحةً على المستوى الإنساني، في ظل وجود أسلحة وأعتدة من مناشئ أمريكية تدميرية في الغالب، تترك خلفها أرضاً محروقة يسقط ضحيتها المدنيون الأبرياء، لكن تبقى هذه التضحيات أمراً لا بد منه في طريق تحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة، او على الأقل إعادة إحياء القضية الفلسطينية على مستوى العالم.
ولا يمكن في إي حال من الأحوال إجراء مقارنة مبسّطة بين من يسقط شهيداً في غزة اليوم، والذين تجاوز عددهم 10 آلاف ضحية أغلبهم من الأطفال والنساء، وبين من يسقط دون أي فائدة، مثل عدد ضحايا الكوارث الطبيعية والزلازل، الذي ماتوا تحت الركام وسط انهيار 160 ألف مبنى في أحداث تركيا وسوريا قبل أشهر، وهم بحدود 50 ألف إنسان، لأن المقارنات من هذا النوع تفتقد للمشاعر الإنسانية، ولكنها بحسابات المواجهة تعطي معطيات أخرى، تتمثل بحسابات دماء شهداء في غزة التي جعلت إسرائيل تأكل نفسها بنفسها.
وسيتضح لاحقاً في غزة، كما اتضح في لبنان سابقاً، أن الكيان الذي فضح نفسه أمام العالم بكونه عصابة وليس دولة، سيخضع لقرارات وقف إطلاق النار التي سيرافقها تبادل الأسرى، والذي سيشمل عموم الأسرى الفلسطينيين، وفضلاً عن ذلك ستنهار حكومة الليكود المتطرفة بضغط داخلي في تل أبيب، ينتهي بدخول (النتن ياهو) إلى السجن، وهذا بحد ذاته (كسب نقاط) لصالح الفلسطينيين وتطلعاتهم.
#طوفان_الاقصى
#شبكة_انفو_بلس