الانهيار الأخلاقي للأنظمة الغربية
تنطلق المباني الأخلاقي في الغرب من حزمة مفاهيم أنانية تعتمد المصالح الفردية كقاعدة في رسم السياسات، وهي موروثة عن حِقب أرستقراطية لا ترى في الآخر غير كونه مجرد كائن وُلِد ليكون عبداً، مثلما يولَد بعض الأشخاص ليكونوا أسياداً.
كتب / سلام عادل
لا شك من كون ما يحصل في غزة قد تسبب بإسقاط (المكياج)، الذي لطالما غطّى حقيقة القُبح الموجود في المنظومة الأخلاقيّة والسلوكية المتبناة من قبل الأنظمة الغربية، والتي كانت وراء سلسلة حروب استعمارية مازالت حتى اللحظة تفرض نفسها على مناطق جغرافية شاسعة جنوبي العالم، والتي تُعرف بالبلدان النامية وفق بعض التصنيفات.
وتنطلق المباني الأخلاقي في الغرب من حزمة مفاهيم أنانية تعتمد المصالح الفردية كقاعدة في رسم السياسات، وهي موروثة عن حِقب أرستقراطية لا ترى في الآخر غير كونه مجرد كائن وُلِد ليكون عبداً، مثلما يولَد بعض الأشخاص ليكونوا أسياداً، وهذه التصورات تعتبر امتدادا لرؤيا أثنية قديمة كان يتفق معها الفيلسوف اليوناني أرسطو، والتي تعتبر واحدة من سَقَطاته الفكرية والتفكيرية.
ولكن سَقْطَة أرسطو تلك ظلت في حدود فهمه للسلطة بشكل عام وليس للسياسة، باعتباره كان يصنّف السياسة ضمن تنظيرات علم الأخلاق، فهو يرى أنَّ الفضيلة الأخلاقية تكمن في تحاشي التطرُّف في السلوك وإيجاد الحد الوسط بين طرفين، الأمر الذي يجعل الهدف من فعل السياسة اكتساب الفضيلة للوصول إلى السعادة، والسعادة عند أرسطو هي (الخير).
ويعتبر تحاشي التطرف المادة الأساسية التي تقوم عليها العدالة، والعدالة أساس الملك وفق المنظور الإسلامي، وهو ما دفع المنظومات الغربية، بعد أن جرى ارتكاب حماقات كبرى من بينها الحربين العالميتين، إلى صياغة نظام أممي يسمح بالحوكمة والتحكيم وفق نصوص يتم الاتفاق عليها، على شكل مواثيق وعهود، من قبيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، وهي جميعاً من مخرجات النظام الدولي الحديث.
ورغم ذلك ظلت الأنانية الغربية لا ترى غير ذاتها على مستوى العلاقات البينية بين الشعوب، لدرجة باتت فيها حالات انتهاك القانون الدولي هي السائدة في ظل وجود التفوق في صناعة الأسلحة، مع كوننا نسمع بين فترة وأخرى صرخات بعض الفلاسفة الأخلاقيين مثل الأمريكي جون رولز الذي رمز في آخر أعماله على (قضية العدالة العالمية).
ولعل القضية الفلسطينية تعتبر واحدة من تحديات القرن العشرين والحادي والعشرين على التوالي، لكونها ظلت من دون أي حل عادل يحصل بموجبه الشعب الفلسطيني على حقه في السيادة على أرضه، من دون سلطة احتلال غاشمة لا تتردد حتى في ارتكاب إبادات جماعية للسكان بين سنة وأخرى، كالذي يحصل حالياً في غزة بدعم ورعاية من الأنظمة الغربية، التي أثبتت أنها أنظمة بلا أخلاق بمجرد دعمها لحكومة متطرفة مثل حكومة النتن ياهو.
#طوفان_الاقصى
#شبكة_انفو_بلس