البزاز للابتزاز .. حتى متى تبقى (الشرقية) تستهدف الدولة..؟
توجد اعترافات مصورة لسعد البزاز يعلن فيها بكل وضوح عن توجهات قناة الشرقية، وذلك في لحظة التأسيس، بكونها ستدعو للصداقة بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، وعلى أن يستهدف خطاب القناة تغيير عقلية العراقيين وسلخهم من واقعهم الجغرافي وما يترتب عليه
كتب / سلام عادل
يخلط سعد البزاز بين الصحافة ـ كمهنة محترمة ومنضبطة وتخضع لقواعد صارمة ـ وبين (الابتزاز) كسلوك إجرامي تعاقب عليه جميع القوانين في مختلف دول العالم من بينها العراق، وهو ما يجعل (قناة الشرقية)، التي تأسست عام 2004، بمثابة منصة للتسقيط الإعلامي، إلى جانب كونها ظلت لفترة طويلة منبراً لحزب البعث المحظور، فضلاً عن كونها تأسست لغرض تحقيق عدة أهداف أخرى من بينها، على سبيل المثال، الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وتوجد اعترافات مصورة لسعد البزاز يعلن فيها بكل وضوح عن توجهات قناة الشرقية، وذلك في لحظة التأسيس، بكونها ستدعو للصداقة بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، وعلى أن يستهدف خطاب القناة تغيير عقلية العراقيين وسلخهم من واقعهم الجغرافي وما يترتب عليه من بنية فكرية ومتبنيات دينية وقومية، الأمر الذي يجعل من (الشرقية) بكل وضوح بمثابة (طابور خامس) وليس مجرد وسيلة إعلام صحفية.
واللافت للنظر حملة التظليل التي شنتها القناة مؤخراً على رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، من ناحية كونه يسعى لزيارة واشنطن، في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة عدواناً على العراق، ومع كون رئيس الجمهورية يبدي مواقف إدانة مستمرة، خصوصاً حول ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي مواقف محل تأييد وطني عراقي شعبي تنطلق من الموقف الأخلاقي تجاه الفلسطينيين، والذي ورثه العراقيون عن الآباء والأجداد.
ومن الواضح أن (قناة البزاز)، وفي سياق الضغط على رئيس الجمهورية، تسعى إلى لَيّ ذراع الموقف الرسمي للدولة تجاه الأمريكان، وذلك حين تعمل على الترويج لحملة تسقيط دولية يقوم بها (الكاردينال ساكو)، وهو الآخر يدير حملة من خارج العراق على خلفية سحب صلاحيات فوق العادة كانت تجيز له التصرف بأموال الوقف المسيحي، وهي حملة بدأها (ساكو) وهدّد بها علناً من دون أي اعتبار لسمعة البلاد، وهو ما يُعد ابتزازا آخر تدور أحداثه بين القنوات الدبلوماسية والعواصم، ومن ثم صارت قناة سعد البزاز جداراً لنشره.
وربما يكفي لإثبات دور قناة البزاز المعادي للبلاد ما ورد من اعترافات على لسان محمد الحلبوسي قبل تكليفه برئاسة البرلمان، والذي أكد فيها على كون سعد البزاز يعمل على (التخريب) بكل ما يستطيع، وأن توجيهاته كانت تنص على التعامل مع العراق باعتباره ليس دولة ينتمي إليها، وهي توجهات أقل ما توصف بكونها خيانية تستوجب كافة أشكال الملاحقات القانونية تحت يافطة التخابر.
ولطالما لاحقت البزاز وقناته اتهامات بابتزاز وزراء في الحكومات العراقية المتعاقبة، جرى من بينها الإشارة إلى ابتزاز طال وزير الكهرباء الأسبق عبد الكريم عفتان، ومرة ابتزاز يتعلق بوزير الصناعة الأسبق أحمد الكربولي، وكذلك وزير الزراعة الأسبق فلاح حسن الزيدان، إضافة إلى سلسلة لا حدَّ لها من الصفقات تتم إدارتها من العاصمة الأردنية عمان، مما تشكل بمجموعها ملفاً أسود خطيراً يتعلق بالفساد السياسي والمالي الكبير الذي ربما يكون الوقت قد حان الوقت لوضع نهاية له.