الحقيقة.. (تخلي كلمن طينته بخده)
لم يتردد الإمام الخميني في الإجابة على طلب الشيخ مغنية، لكن الغريب بحسب الشيخ مغنية أن جواب الإمام كان مختصرا بقوله (قدس): "يجب أن يسقط الشاه".
كتب / رضا عبد الرحمن
يُنقل عن الشيخ محمد جواد مغنية "ره" أنه وبعد أن دخل العدو الصهيوني عام 1978 محتلّاً جزءاً من الأراضي اللبنانية، في ذلك الوقت تشرّف الشيخ بزيارة الإمام أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف، وعلى هامش الزيارة التقى الشيخ مغنية بالإمام الخميني (قدس) وطلب منه مساعدة أهل جبل عامل لأنهم فقراء ومستضعفون وازدادوا فقرا واستضعافا بعد الاحتلال الصهيوني.
لم يتردد الإمام الخميني في الإجابة على طلب الشيخ مغنية، لكن الغريب بحسب الشيخ مغنية أن جواب الإمام كان مختصرا بقوله (قدس): "يجب أن يسقط الشاه".
الشيخ مغنية استغرب الإجابة وتأمل في حقيقة كون الإمام الخميني لا يوجد في ذهنه موضوع غير الشاه!، وفي وقتها لم يكن الأمر مُستوعبا الى حد كبير من قبل الشيخ، لكنه وبعد أن مرَّ الوقت وانتهى الأمر بقيام الثورة الإسلامية في إيران وتأسيس الجمهورية الإسلامية، قال الشيخ: الآن فهمت ما معنى قول الإمام (قدس سره) يجب أن يسقط الشاه.
حدث يمكن أن يختصر علينا قولا طويلا عريضا في موضوعة الهمّ الأكبر والملاك الأعلى للأهداف ذات البعد الاستراتيجي، فمن الحكمة بمكان أن يأتي التشخيص للعدو سواء كان شخصا او جماعة او حكومة او أيديولوجيا ما في مستوى يرتقي الى حد الوعي والبصيرة بالواقع والحال، وإلا فإننا سنتعرض الى خسارات كبيرة ومؤلمة بعد فرض غياب التشخيص الدقيق.
وما عليك إلا أن تقف على واقع بعض الحكومات المنبطحة التي صادقت العدو وعادت الصديق، لتجد كمّ الهزائم التي ترتع بها، فلا الرئيس رئيس ولا القائد قائد والشعوب تعاني انهزاما داخليا مؤذيا حد الموت.
جارتنا إسرائيلُ حبيبتنا
ذات الفضل على تطوير ديمقراطيتنا
هي صاحبة الأرض
ونحن الغرباء وشذاذ الآفاق
هذا ما قاله الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب وهو يشخص حال الحكومات التي فقدت البوصلة وتاه عليها الهدف، والأقبح من هذا الحال انتقالها الى مرحلة التبرير والدفاع والتوصيف لضرورة إعادة النظر بطبيعة العلائق مع الكيان!، عبر بوابات الإعلام وبروباغندا السياسة العابثة بالوعي الجمعي للأمم والمجتمعات.
الحقيقة قائمة ولو بعد حين، الحقيقة التي ستوقف كل دُعاة العروبة! والإسلام والثقافة والوعي وو ، و ( تخلي كلمن طينته بخده )، ولاتَ حين مندم.
#شبكة_انفو_بلس