الطائفيون والقوميون وكذبة خيانة ابن العلقمي
لا يمر ذكر سقوط بغداد على يد المغول 15 شباط 1256 في المناهج العربية وإعلامها إلا وذُكر معه أكذوبة (خيانة ابن العلقمي وتآمره على الخلافة الإسلامية المزعومة)
لا يمر ذكر سقوط بغداد على يد المغول 15 شباط 1256 في المناهج العربية وإعلامها إلا وذُكر معه أكذوبة (خيانة ابن العلقمي وتآمره على الخلافة الإسلامية المزعومة) ثم يصورون بغداد مدينة أحلام مشتقة من خيالات ألف ليلة وليلة، في حين أنها كانت مدينة منكوبة غارقة بالفساد والأمراض والفتن الطائفية وتدهور الأحوال الاجتماعية والأمنية نتيجة انتشار عصابات السطو المرعية من قبل قائد الجيش الدويدار الذي كان المسؤول الأول عن سقوط المدينة.
فبين قطع رواتب الجند وسرقة مخصصات التحصين الدفاعي حتى خلال فترة الحصار والتهور في استفساز وتحدي هولاكو القادم بجحافل تفوق جيش بغداد بعشرة أضعاف مع استعداد كبير أمام المعنويات المنهارة لجنود الخليفة المشغول بتربية الطيور وملازمة الجواري الحِسان وأرباب الغناء والطرب.
المؤرخون العراقيون الثلاثة الشهود على سقوط بغداد (ابن الفوطي وابن الساعي وابن الكازروني) لم يذكروا قط أن الوزير الشيعي تآمر على الخليفة المستهتر، ومع ذلك اعتمد القوميون والطائفيون وخصوم الشيعة رواية مؤرخي مصر وبلاد الشام لا سيما تلاميذ ابن تيمية أمثال الذهبي وابن عساكر الذين لم يشهدوا سقوط بغداد لا زماناً ولا مكاناً بل راحوا ينسجون الأكاذيب من بنات أحقادهم لكي يبرئوا أصحابهم السنة ويكيلوا التهم للوزير (الرافضي) الناصح الوحيد في البلاط من أجل تشويه طائفة برمتها، رغم أن التاريخ حافل بعشرات الأسماء من الطوائف الأخرى ممن تآمروا واستخفوا وأفسدوا وكانوا السبب في سقوط الحواضر الإسلامية من دولة خوارزم إلى بغداد مروراً بقلاع الإسماعيلية ومدن إيران وغيرها