العمال وفاتحة أيار
كيف أصبح الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال؟
كيف أصبح الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال؟
في أواسط القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة تعيش بداية الثورة الصناعية وشهدت هجرة العمال الأوروبيون إليها، وكانوا يمثلون الشريحة الكبرى من الأيدي العاملة هناك.
ظروف العمل كانت مريعة والأجور متدنية وساعات العمل طويلة وأصبحت الإضرابات العمالية شائعة. وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل إنهاء الاستغلال وكان العديد من هؤلاء القادة مهاجرون من أصول ألمانية.
في عام 1886 دعا اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى اضراب في (الأول من ايار) للمطالبة بثماني ساعات عمل يومياً وشارك في الإضراب أكثر من 300 ألف عامل في المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد وشهدت صدامات بين العمال ورجال الشرطة طوال ثلاثة ايام.
وفي أعقاب تلك الصدامات تم الحكم على ثمانية من القادة النقابيين بتهمة الضلوع في هجوم على رجال الشرطة وأعدم أربعة منهم عام 1887.
عام 1889 كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا إلى المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عقد في باريس، داعياً إلى توحيد نضال العمال حول العالم لتحديد أهم مطالبهم وهي عدد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم.
وقرر المؤتمر الاستجابة لهذا المطلب عبر الدعوة إلى "مظاهرات حول العالم" في الأول من آيار في العام التالي 1890 وأصبح هذا اليوم منذ ذلك العام عيداً للعمال.
وكان اختيار هذا اليوم من قبل الأممية أيضاً بمثابة تكريم لضحايا ساحة هيماركيت في شيكاغو وغيرها من الاحتجاجات والاضرابات العمالية التي شهدتها المدينة منذ عام.