انتخابات (أقلية الأقلية) فلماذا "التطبيل" ..؟
من هنا يصح لنا أن نقول إن المشاركة في الانتخابات انحصرت بـ(المجتمع السياسي)، والذي هو حصيلة الاشخاص الحزبيين والتابعين لهم والمتأثرين بهم، والذين يرتبطون بأي شكل من الأشكال بمصالح الطبقة السياسية، الأمر الذي يرسم ملامح واضحة للمجتمع العراقي.
كتب / سلام عادل
انتهت جولة الانتخابات المحلية بنسبة مشاركة تعتبر ضئيلة، بحكم كونها لم تصل حتى إلى نصف أعداد الاشخاص الحاصلين على البطاقات البايومترية، وهم أيضاً يمثلون نصف المواطنين البالغين الذين يجيز لهم الدستور حق التصويت، يضاف لهم عدم مشاركة الناخبين في اقليم كردستان، وهو ما يعني أن عدد الناخبين في انتخابات مجالس المحافظات، لعام 2023، يشكلون بمجموعهم (أقلية الأقلية) داخل المجتمع العراقي الكبير.
ومن هنا يصح لنا أن نقول إن المشاركة في الانتخابات انحصرت بـ(المجتمع السياسي)، والذي هو حصيلة الاشخاص الحزبيين والتابعين لهم والمتأثرين بهم، والذين يرتبطون بأي شكل من الأشكال بمصالح الطبقة السياسية، الأمر الذي يرسم ملامح واضحة للمجتمع العراقي، لا تقبل الشك، من ناحية كون المجتمع الأكبر غير متفاعل مع السلطة المركزية أو المحليات، او لا يثق بالممارسة سياسية، او حتى لا يجد جدوى من الانتخابات.
وعليه تبدو خطابات التطبيل الإعلامية محل سخرية واستهجان، خصوصاً حين يراد تسوّيق موضوع اجراء الانتخابات على أنه منجز حكومي (عظيم)، او حتى (تاريخي)، ويندرج ضمن مسار التزامات الحكومة التي تعهدت بتنفيذ مفردات المنهاج الوزاري، على الرغم من التدليس الحاصل في هذه المفردة، التي كان المقصود منها إجراء انتخابات نيابية بعد سنة على تكليف الحكومة، وليس انتخابات محلية.
والأكثر غرابة أن الطرف الذي بات يقدم نفسه (معارضاً سياسياً)، وهو التيار الصدري، اخذ أنصاره يربطون العزوف الشعبي الكبير عن الانتخابات بموقف زعيم التيار، الذي قرر المقاطعة هذه المرة ؟، مع أن العزوف متوارثاً منذ انتخابات 2018، واستمر مع انتخابات 2021، وكان حينها التيار الصدري مشاركاً وفاعلاً ومتفاعلاً في الجولتين، فيما كان حينا العزوف يملأ العينين من دون الحاجة إلى بيانات واستبيانات.
ومما لا شك فيه، أن التيار، وبقراءة واقعية، قرر الانحياز لنبض الشارع، او الانسياب مع الموجة الأكبر، لعله يطمح، ربما، إلى ركوبها في الانتخابات النيابية القادمة، مع أن هذا التصور يبقى فرضية خيالية، في ظل عدم السعي إلى ردم الهوة بين الناس والأحزاب بكافة أشكالها وألوانها، ويشمل ذلك التيار نفسه الذي يعتبر من اكثر الجماعات المنغلقة على نفسها، ويشمل ذلك إعادة تصويب العمل السياسي ليخرج عن(جدران العزل)، وحينها لن تقتصر المشاركة على 6 ملايين ناخب من بين 41 مليون مواطن عراقي، ولن تكون هناك حاجة للتطبيل.
#شبكة_انفو_بلس