بانتظار تشييع محافظ البنك المركزي
على الرغم من نوايا بعض المراقبين، الذين افترضوا إمكانية توصل محافظ البنك المركزي في النهاية إلى المسار الصحيح، بعد أن يكون قد ارتكب جميع الاخطاء الممكنة، إلا أن هذه النهاية السعيدة باتت من الخيال، في ظل نفاد الوقت وجميع أشكال الفرص.
كتب / سلام عادل
لم يعد بالإمكان انتظار المزيد من المحاولات الإصلاحية التي يقدمها البنك المركزي بين فترة وأخرى على شكل "حُزم إصلاحية"، لكون جميع هذه الحُزم قد ثبُت فشلها لدرجة تحولت فيها إلى حُزم تخريبية، حيث كلما تم الإعلان عن حزمة تصاعد بموجبها سعر الصرف، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك الأسواق وزعزعة حركة التجارة الداخلية مع الخارج.
وعلى الرغم من نوايا بعض المراقبين، الذين افترضوا إمكانية توصل محافظ البنك المركزي في النهاية إلى المسار الصحيح، بعد أن يكون قد ارتكب جميع الاخطاء الممكنة، إلا أن هذه النهاية السعيدة باتت من الخيال، في ظل نفاد الوقت وجميع أشكال الفرص، بما فيها تراجع ثقة الحكومة بإدارة البنك، وانتهاء صبر مجلس النواب على تصرفات (علي العلاق).
وبالطبع سينتهي وقت سكوت وسائل الإعلام حول سياسة البنك المركزي النقدية، وهي سياسة ثبت فشلها بالدليل القاطع، كونها أدت إلى تراجع قيمة الدينار إلى نسب متدنية للغاية، فضلاً عن كونها خلقت سوقاً سوداء باتت تتسبب يوماً بتهريب العملة الصعبة إلى الخارج، علاوة على كونها صارت باباً لهدر المال العام بحدود ما يقرب على مليار دولار شهرياً، وهي أموال طائلة تذهب كأرباح صافية لمجموعة من المضاربين من أصحاب البنوك الاجنبية.
ولهذا يبدو (علي العلاق) الذي جرى تكليفه منذ بداية العام الحالي، باعتباره صاحب الحلول، اتضح أنه سبب المشكلة، وما يؤكد ذلك سيرته خلال ولايته الأولى كمحافظ للبنك المركزي، والتي استمرت قرابة خمس سنوات، كان خلالها يعد بإصلاح النظام المالي وتطوير العمل المصرفي، إلا أن جميع وعوده بقيت مجرد حبر على ورق، ولم يتم تطبيق أي شيء منها على الإطلاق.
ومن هنا لم يعد بالإمكان تحمّل المزيد من (الكلاوات) الإدارية التي يروّج لها (العلاق) بين فترة وأخرى، على شكل حُزم إصلاحية تارة، أو على شكل حزمة عقوبات دولية تارةً أخرى، لكون ما وصلت إليه الأمور على أرض الواقع يكشف عن موت محافظ البنك المركزي، كدور وظيفي ينبغي عليه القيام بواجباته، وهو ما يتطلب تقبل حقيقة هذا الموت وتشييع صاحبه إلى خارج البنك المركزي.
#شبكة_انفو_بلس