(حب الله) تدخل في قاموس التعزية العراقي
إعلان ممول يتضمن دعوة للبحث عن 21 جيشا نظاميا عربيا، لكون هذه الجيوش الجرارة اختفت منذ السابع من اكتوبر حين اندلع طوفان الأقصى
كتب / سلام عادل
في البداية أعلنت الدولة العراقية الحداد ثلاثة أيام منذ اللحظة الاولى، التي أُعلن فيها نبأ استشهاد (سيد الشرف في هذه الأمة)، وذلك عبر بيان صدر عن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وعلى إثره دخلت البلاد في ظروف حزن شديدة، حتى باتت قلوب العراقيين والعراقيات، الشرفاء منهم تحديداً، عبارة عن مجالس عزاء تندب هذا المصاب الجلل، إلى جانب تكبيرات وصلوات أطلقتها جميع الحسينيات والعتبات المقدسة.
واللافت للنظر أن مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، شهدت هي الأخرى حملة لنشر نصوص تعزية بجمل وكلمات مبتكرة، لم تكن معهودة في السابق، صِيغت بعاطفية شديدة وفخامة تعبير تنطوي على الكثير من الشموخ والتحدي والصبر، وهي دليل على حجم التأثر والتفاعل مع حادثة استشهاد قائد عظيم ترك في ذاكرة الأجيال قصصاً وخطابات لن تُمحى مع الزمن مهما طال، وهذا هو الظن بلا أدنى شك.
وانطلقت سلسلة التغريدات من لعبة الحروف، التي تغيير بموجبها الدلالة بهدف إيصال معنى مركب، بالاعتماد على عملية مزج الحروف، او الحذف والاستبدال، على سبيل المثال (حزب الله + نصر الله = حب الله)، وهو تلاعب يستهدف أيضاً التهرب من شروط النشر الإلكترونية، التي قيدت النشر بالعناوين الواضحة، على خلفية قائمة ممنوعات أمريكية لطالما تم بموجبها حظر صفحات المدونين وفرض مسح منشوراتهم، باعتبارها تخالف ضوابط المجتمع الإلكتروني.
وعلى العموم صارت حادثة استشهاد سماحة السيد حسن نصرالله ملهمةً لأبناء هذا الجيل، الذي وجد في السيد كل الشرف والشجاعة والصدق والايمان والتواضع، بما فيها موته المشرف حين استشهد في المواجهة مقداماً شجاعاً، مما جعل الهمم ترتفع بدل أن تنكسر، ومصداق ذلك ما كتبه المدونون، (ذهب حسن وسيأتي نصر الله)، او (لا يلق بالسيد إلا أن يموت شهيداً)، او (من كان يرعبهم في حياته سيرعبهم اكثر في مماته).
والمهم في هذا الصدد الاستمرار بهذه التعبئة الوجدانية والإعلامية، وكل ما له علاقة بدعم الجهود الإنسانية، التي يحتاجها الشعب اللبناني المقاوم في هذه الظروف، رغم الخذلان المخزي، الذي يصبغ المشهد الرسمي العربي، بعد أن توارت هذه الأنظمة والحكومات خلف عارها، الذي سيبقى شاهداً في التاريخ على أقصى ما وصل اليه النفاق والجبن التخاذل والعمالة والانبطاح.
ويطيب لي في الختام أن أضيف شيئا من الاستهزاء بما وصلت اليه الأنظمة المتخاذلة عن دعم لبنان وفلسطين، من خلال إعلان ممول يتضمن دعوة للبحث عن 21 جيشا نظاميا عربيا، لكون هذه الجيوش الجرارة اختفت منذ السابع من اكتوبر حين اندلع طوفان الأقصى، ومازالت مختفية مع دباباتها وطائراتها وأجهزتها الاستخبارية، لتطبق في نفس الوقت البيت الشعري الذي يقول (لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي).
#شبكة_انفو_بلس