حرب الطاقة .. مراحل ما قبل النووي
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي ارتكبت جريمة استخدام السلاح النووي في مرتين خلال الحرب العالمية الثانية، وسقط جراء ذلك المدنيون فقط
كتب / سلام عادل
كان من المتوقع إعلان خبر هام للغاية، وذلك في خطبة جمعة طهران الماضية، من على لسان مرشد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد الإمام علي الخامنئي، يكشف فيه عن امتلاك الجمهورية الإسلامية قنابل ذرية تتيح لها الانضمام إلى نادي الدول النووية، وهو ما يضع حداً للنزاع الدائر في المنطقة، لكون السلاح النووي، في أقل تقدير، يكفي لتحقيق معادلة ردع نهائية يتم بموجبها التوصل إلى اتفاق سلام، أو الانتقال لحرب باردة.
ويشار إلى كون إيران قد بلغت مراحل متقدمة في صدد التوصل إلى إنتاج هذا النوع من السلاح، بعد أن صارت تمتلك قرابة 5،7 طن من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60%، بحسب معلومات سابقة قبل ما يزيد على سنتين، الأمر الذي أشارت له تقارير غربية أكدت على قدرة الجمهورية إنتاج قنبلة نووية خلال أربعة أشهر، أو حتى أقل من ذلك.
وتفيد معلومات أخرى، متداولة هنا وهناك، عن كون القيادة الإيرانية قد امتلكت فعلاً هذا النوع من القنابل، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حيث باتت في حينها ترسانة السلاح النووي في متناول يد تجار السلاح، في أوكرانيا تحديداً، وهو ما تلقفته إيران وسعت إلى شرائه من السوق السوداء.
ولعل ما يحول دون كشف إيران عن قدراتها النووية، مع كثرة التخمينات على ذلك، هو عقيدة الدولة الدينية، حيث يتطلب الأمر توفر 3 شروط وهي: موافقة المرشد الأعلى، وخزين كافي من اليورانيوم المخصّب، وتجربة تفجير، ولكن في عام 2003 أفتى السيد علي الخامنئي بحرمة تصنيع وامتلاك الأسلحة النووية، مع كون هذه الفتوى قابلة للتعديل وفقاً لضرورات الأمن القومي.
وتبدو إيران في سياق المواجهات الأخيرة مع الكيان الصهيوني، تتحرك بمعادلات ضبط نفس، مع احترام لقواعد الاشتباك، دفعتها إلى التلويح بحرب الطاقة ضمن سلسلة أولوياتها، وهو ما لمّحت له قيادة الحرس الثورية على لسان نائب قائد الحرس علي فدوي، بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، بما في ذلك مصانع تكرير النفط وحقول الغاز، إذا ارتكبت تل أبيب خطأ قصف المنشآت النووية الإيرانية.
والأبرز في هذا التصعيد، التهديد اللافت للمتحدث الأمني باسم كتائب حرب الله العراق ابو علي العسكري، الذي قال بصوت واضح في تغريدة على حسابه مساء الخميس "إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 13 مليون برميل نفط يومياً" مؤكداً في هذا الصدد "أما ينعم الجميع بالخيرات أو يُحرم الجميع".
وعلى الفور شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار الخام، على الرغم من عدم وجود نقص في الإمدادات، ومع حلول فصل الشتاء في أوروبا ستكون المخاوف أشد من ازمات اقتصادية تضرب القارة العجوز، ستصب ارتداداتها لصالح روسيا في خضم الحرب المشتعلة مع أوكرانيا، وهي حسابات تفرض على العقلاء في المنظومة الغربية الأخذ بها بمعزل عن حماقات المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي تصدر وسائل الإعلام مؤخراً بدعواته لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وتُعد الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي ارتكبت جريمة استخدام السلاح النووي في مرتين خلال الحرب العالمية الثانية، وسقط جراء ذلك المدنيون فقط، في مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين سنة 1945، بحصيلة بلغت 120 ألف مدني، إلى جانب مقتل ضعفي العدد خلال السنوات اللاحقة جراء التسمم الإشعاعيّ، فيما زعمت واشنطن أن هذا القصف أفضل طريقة لتجنب المزيد من القتلى حال استمرت الحرب.
#شبكة_انفو_بلس