حكاية المغول 2
بعدما وحّد تيموجين بن ياسوكاي الذي صار اسمه جنكيز خان قبائل بلاد المغول، أدرك أنه سوف يلاقي خصماً قوياً لن يرضى بهذا التحالف الخطير على حدوده الشمالية. مملكة جين أو بلاد الصين التي تحكمها آنذاك أسرة سونغ
بعدما وحّد تيموجين بن ياسوكاي الذي صار اسمه جنكيز خان قبائل بلاد المغول، أدرك أنه سوف يلاقي خصماً قوياً لن يرضى بهذا التحالف الخطير على حدوده الشمالية. مملكة جين أو بلاد الصين التي تحكمها آنذاك أسرة سونغ، والتي كانت لا تكف عن تحريض القبائل التركية والمغولية ضد بعضها، كي ينشغلوا بأنفسهم وتأمن هي شرهم، فأراد جنكيز خان أن يضع حداً لتلك التدخلات ويحصل على ثروات الصين الهائلة. كانت الصين حاضرة الدنيا آنذاك، وكانت بكين إحدى أكثر المدن ازدهاراً في العالم، يحيطها جيش خاص قوامه ثلاثون ألف مقاتل، ناهيك عن جيش المملكة والأفواج المرابطة عند السور البعيد والمدن الأخرى، وهذا العسكر المنظم الهائل مجهز بالعدة الحديثة وأدوات الحرب غير التقليدية. أدرك جنكيز خان أن حربه لن تكون سهلة، فقام بإعداد جيش من مئة ألف مقاتل، قام بتدريبهم على الرماية بالقوس المرتدة، وأوجد استراتيجية لم تكن متبعة من قبل بالأدوات البسيطة، تقوم على رمي السهام وإصابة الأهداف أثناء جري الخيول بسرعتها. بدأ جنكيز خان حربه باكراً وأخضع مقاطعات عدة، وكانت المعركة الفاصلة في بكين التي ضرب عليها حصاراً خانقاً رغم المحاولات الصينية للحيلولة دون وصوله إليها، إلا أنه تجاوز على المعرقلات وضرب حصاره عليها قبل دخولها وإعلانه السيطرة على الصين وضمها إلى عرشه عام 1215 مسجلاً بذلك تاريخاً جديداً ومنطلقاً نحو تغيير شكل الدول والممالك في العالم.
قام جنكيز خان بنقل الحرفيين والبضائع والعلماء والكنوز إلى عاصمة منغوليا من أجل الاستفادة من خبرات الصين وجعل إمبراطوريته الجديدة على مستوى من الحضارة والتقدم تمهيداً لفتح الطريق أمام دول العالم آنذاك لكي تقيم علاقات متنوعة معه.
#شبكة_انفو_بلس