حكاية المغول 4
لما وصل خبر قتل قافلة التجار المغول في مدينة أترار الخوارزمية إلى جنكيزخان، تفجّر الأخير غضباً وسارع لعقد اجتماع مع قوّاده لعرض الأمر الخطير. كان جنكيزخان يتحاشى الصدام بالخوارزميين وغيرهم لانشغاله بتوطيد أركان دولته الفتية
لما وصل خبر قتل قافلة التجار المغول في مدينة أترار الخوارزمية إلى جنكيزخان، تفجّر الأخير غضباً وسارع لعقد اجتماع مع قوّاده لعرض الأمر الخطير. كان جنكيزخان يتحاشى الصدام بالخوارزميين وغيرهم لانشغاله بتوطيد أركان دولته الفتية، لكن الضربة التي تلقاها بقتل أربعمئة مغولي تاجر على يد ينال خان حاكم أترار كانت أكبر من احتماله، لذلك لجأ إلى حل يمنع الحرب ويأتيه بغايته من القصاص. كتب جنكيزخان إلى سلطان الخوارزميين علاء الدين رسالة مفادها الآتي: لقد ارتكب عاملك وابن خالك جريمة واعتداء لا يمكن السكوت عنهما، فإذا كان ما فعله اجتهاداً من عنده فأنا أدعوك إلى إرساله إلينا ونحن نقتص منه. أما إذا كنت مشاركاً بذلك أو امتنعت عن إرساله فانتظر حرباً عليك لا تبقي ولا تذر.
أرسل جنكيزخان كتابه مع ثلاثة رسل أحدهم مسلم، ولما تلقى علاء الدين كتاب المغول عقد اجتماعاً بالقادة والمستشارين وتضاربت الآراء بين دعوة للاستجابة تحتشياً للحرب والامتناع لكي لا يظهروا بمظهر الخاضع خوفاً، حتى إن أم علاء الدين تدخلت وانتصرت لابن أخيها ينال خان وانتهى قرار علاء الدين بالامتناع ولكن على طريقته، فقام بقتل اثنين من الرسل وأعاد الثالث بعد ضرب مبرح وحلق لشعره ونتف لحيته. وصل الجواب إلى جنكيزخان فلم ينبس ببنت شفة وخرج وحده إلى جبل بورخان المقدس وهو أشبه بالتل المرتفع وبقي واقفاً ثابتاً على قمته يوماً وليلة بكامله والقادة يراقبون من السفح بانتظار الأمر. نزل جنكيزخان من الجبل بهدوء وأطلق أمره بالاستعداد والتحشيد للحرب على دولة الخوارزميين.
#شبكة_انفو_بلس