حكاية المغول 5
غزو بلاد المسلمين بعد حادثة القافلة المغولية التجارية وقتل (ينال خان) التجار المغول ثم أقدام سلطان خوارزم على إهانة الرسل المغول وقتل بعضهم والاستخفاف بتحذيرات جنكيزخان
غزو بلاد المسلمين
بعد حادثة القافلة المغولية التجارية وقتل (ينال خان) التجار المغول ثم أقدام سلطان خوارزم على إهانة الرسل المغول وقتل بعضهم والاستخفاف بتحذيرات جنكيزخان، بدأ الأخير بإعداد العدة لحربه القادمة. لم تكن لدى الخان المغولي نية مسبقة لأي حرب بعد توحيد قبال منغوليا ودخول بكين، بل كان يسعى لتأسيس دولة ضمن حدوده التي لم تكن ضيقة قط، لكن تهور واستفزاز الخوارزميين جعلاه يتخذ منحى آخر في سياسته ويقسم أن ينتقم منهم شر انتقام ثم يعلن نفسه حاكماً أوحد للعالم.
تقدمت الفيالق المغولية غرباً نحو مدينة أترار (فاراب) وقد ضربوا عليها حصاراً ثم دخلوها وهناك وقعت أولى وأبشع المذابح المغولية وكأنما أرادوا بذلك بث الرعب والانهيار المعنوي في نفوس باقي المدن المحمية بأسوار حصينة وجند كثر.
شن جنكيزخان تلك الحملة العسكرية بقيادة ابنه جوجي خان ضد الدولة الخوارزمية في سبتمبر 1219 م (خريف 616 هـ)، وواجهها السلطان محمد خوارزم شاه بصدمة كبيرة، إذ بدا له قوة المغول التي استخف بها أولاً، فآثر عدم مواجهتهم مجدداً، لكن جنكيزخان لم يكتف بإبادة أكثر مئتي ألف في أترار وما حولها، بل أقسم على الوصول إلى السلطان وواليه، ولما كان السلطان محمد علاء الدين يهرب من مدينة إلى أخرى كانت المدن الخوارزمية العامرة تدفع الثمن الكبير بتعرضها للخراب والمذابح بعد الحصار أبرزها بخارى وسمرقند وباميان ومرو وهرات وطوس ونيسابور وبلخ ودمرت كهنه غرغانج العاصمة. لجأ السلطان علاء الدين محمد إلى جزيرة في بحر قزوين وقد بلغه أن نساءه وقعن أسارى بيد جنكيزخان وأنه قتل حتى الصغار الذكور من أهله فأصابه الكمد حتى وفاته. وقبل أن يلفظ السلطان محمد أنفاسه الأخيرة في 13 شوال 617 هـ، أوصى بالسلطان من بعده لابنه جلال الدين. صمد السلطان الجديد أمام الجيش المغولي بعد وفاة أبيه لأكثر من 10 سنوات. وفي سنة 626 هـ، وقع الهجوم المغولي الثاني بقيادة جورماغون بأوامر من أخيه منكو خان. كان هذا الهجوم بغرض القضاء على المقاومة الخوارزمية، والسيطرة على المناطق المتبقية. أدّى الهجومان المغوليان إلى نهاية حكم الخوارزميين في فارس، وتم نهب وقتل سكان. لم يتعرض شمال وشمال شرقي إيران فحسب للتخريب، بل وطال التدمير بشكل كبير مدن وسط وغرب إيران حالياً في الري وقم وقزوين وهمدان ومراغة وأردبيل. بعد هذا الانتصار. توفي جنكيزخان في 25 آب أغسطس 1227 بعدما حاول أن يعمّر بحصوله على إكسير حياة، وجلب لذلك خيرة علماء الصين، لكنهم أقنعوه بعدم جدوى البحث سوى العناية بصحته من مأكل ومشرب. ترك جنكيزخان قانوناً يحكم المغول يدعى الياسا وكان من بنوده أن الخان العظيم حين يموت وجب على الأمراء العودة فوراً إلى العاصمة بقواتهم بغية تنصيب خان جديد.
#شبكة_انفو_بلس