حوادث السيدة زينب في ذكرى وفاتها
أخيراً جاءت الفرصة التي انتظرها برابرة يتباهون بانتمائهم الأموي منذ عام 1970 وهو العام الذي استلم فيه حافظ الأسد والنظام العلوي سُدّة الحكم وسمحوا للشيعة أن يمارسوا طقوسهم التي اتسعت بعد هجرة العراقيين إلى سوريا وإقامتهم في السيدة زينب
ليل الثلاثاء 17 تموز 2012
يوم الهجوم البربري الوحشي على منطقة السيدة زينب "ع" مستغلين الفوضى العارمة والزلزال الذي ضرب القيادة السورية باغتيال مجموعة الأمن القومي السوري بينهم وزير الدفاع ورئيس المخابرات العسكرية وصهر بشار الأسد.
أخيراً جاءت الفرصة التي انتظرها برابرة يتباهون بانتمائهم الأموي منذ عام 1970 وهو العام الذي استلم فيه حافظ الأسد والنظام العلوي سُدّة الحكم وسمحوا للشيعة أن يمارسوا طقوسهم التي اتسعت بعد هجرة العراقيين إلى سوريا وإقامتهم في السيدة زينب في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فظهر العزاء والمواكب واللطم وقطع الطرق في عاشوراء وصار الخطباء الشيعة يتحدثون بالمكبرات الصوتية والمعزّون يملأون الحسينيات والشوارع.
مشاهد كانت تشعل نار الأحقاد في 6 مناطق تحيط السيدة زينب وهي:
الحجيرة وسبينة وعقربا والذيابية والحسينية والبحدلية،
حتى كان سكان هذه المناطق يعلنون ويجاهرون أنهم في لحظة زوال السلطة سوف يجعلون المقام الزينبي محرقةً للشيعة.
وعندما كان الجيش السوري والأجهزة الأمنية على وشك الانهيار التام ولم يعودوا قادرين على كبح المظاهرات والمجاميع المسلحة المتنامية، كتبوا على جدارها:
(سترحلين مع النظام)
وقع الهجوم أولاً من شارع علي الوحش في الحجيرة باتجاه شارع العراقيين المعروف، ثم توسعت حدة الاشتباكات في اليوم التالي حتى انسحبت قوات المخابرات العسكرية ومركز الأمن الجنائي ومركز شرطة السيدة زينب وانتشر لواء جيش يحمي آخر نقطة يلوذ بها الشيعة العراقيون والسوريون في بضع عشرات من الأمتار فقط حول المقام الشريف.
الكل سلّم بأن الأمر قد حُسم وأنْ لا مفر من المصير المأساوي المحتوم أمام تقدم آلاف المسلحين وتراجع الجيش السوري.
كان بين العراقيين شاب يدعى أحمد يعمل في مقهى بسيط منذ 2008، سكن في السيدة زينب مع رفاق له بعد ملاحقتهم من قبل الأمريكان في العراق، وكانوا قد خاضوا معارك ضارية في بغداد خلال المواجهة مع الطائفيين قتلة الشيعة.
هنالك قرر أحمد ابن شارع الگيارة أن يجمع رفاقه ويتولى قطع الطريق على الإرهابيين بالاستفادة من سلاح الجيش السوري ويدافعوا عن مولاتهم وديعة الزهراء.
أبدت مجموعة لا تتجاوز عشرين شاباً استبسالاً أسطورياً ومهارة استثنائية في حماية الجانب الشمالي الأكثر خطراً.
وبعد أقل من أسبوع وصلت جموع ضخمة من العراق بقيادة الشهيدين أبو منتظر المحمداوي ومهدي الكناني، وانتشرت في كل المحاور الساخنة.
لأكثر من ستة أشهر كانت الأنوار الليلية مطفأة في مقام غريبة الشام حتى لا يُستهدف بقذائف الهاون.
لأكثر من ستة أشهر كانت التوابيت في كل يوم تصل إلى النجف تضم شباباً كأنهم الورد المحمدي.
لأكثر من ستة أشهر لم يكن هناك 500 دولار كما يقول (الجهابذة) عن سبب قتال العراقيين هناك.
لأكثر من ستة أشهر كان شبابنا يحمي بروحه غرباء لكنهم إخوة في الدين ونظراء في الخلق ويُسقطون دماءهم ليبقى المقام شامخاً رمزاً وهوية وقضية قبل التحول إلى الهجوم وسحق النواصب والقضاء على آمالهم بصناعة المحرقة المنتظرة.
#شبكة_انفو_بلس