حول زيارة بارزاني إلى بغداد رفض الحميداوي وموقف الخزعلي وتوضيح عن المالكي
كان ينبغي على أطراف الإطار التنسيقي، وعلى بعض القوى الشيعية صاحبة حفلات التودد غير المبررة لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن تتصرف بنحو مغاير في حال كان منطق السياسة حاضراً، وقبل ذلك قواعد الوطنية، وليس عقلية من يعيش "عقدة الخواجة"
كتب / سلام عادل
تقدم مسعود البارزاني بطلب، وسَّط لأجله أوساطاً سياسية بارزة، لغرض ترتيب لقاء مع أمين عام كتائب حزب الله الحاج أبو حسين الحميداوي، ولكن جرى رفض هذا الطلب وإهماله وعدم الاهتمام به من قبل الحميداوي، وهو ما أسس لبداية مواقف مغايرة لحفلات التودد المبالغ بها، التي أُقيمت لبارزاني في بغداد بهدف تسويقه زعيماً فوق العادة للعملية السياسية.
وتبدو بعض القوى الشيعية، التي رحَّبت ببارزاني على وجه الخصوص، تناست أن أمين عام حزب الدعوة، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أكثر أهمية من مسعود البارزاني في العملية السياسية، وهو يستحق أن يكون زعيما أرفع درجة من أي طرف آخر، خصوصاً حين يكون هذا الطرف انفصاليا وعدوانيا إلى حد ما، وسلبيا مع الدولة، بل ولديه تاريخ طويل في التخابر والتخادم بحسابات الأمن القومي العراقي.
وبمجرد النظر لحسابات الأوزان السياسية، يتفوق المالكي، باعتباره رئيس وزراء الحكومة الاتحادية مرتين، وينتمي للمكون الأكبر المنتشر في تسعة محافظات، وباعتباره رئيس الائتلاف صاحب المقاعد الأكثر عدداً في البرلمان والأكثر عدداً في الاطار التنسيقي، مقابل بارزاني، الذي لم يكن غير رئيس إقليم سابق لديه نفوذ على محافظة ونصف في أقصى شمال البلاد، ويعيش أزمات مركبة داخل الاقليم وخارجه، وحتى يعجز عن تأمين رواتب موظفيه وحراسه.
ولهذا كان ينبغي على أطراف الإطار التنسيقي، وعلى بعض القوى الشيعية صاحبة حفلات التودد غير المبررة، أن تقوم بتقديم المالكي زعيماً على مسعود، في حال كان منطق السياسة حاضراً، وقبل ذلك قواعد الوطنية، وليس عقلية من يعيش "عقدة الخواجة"، التي ينطبق عليها المثل الدارج "مطربة الحي لا تطرب"، أو على الأقل رفع مستوى الخطاب، كالذي صدر على لسان أمين عام حركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي.
ويقال إن الشيخ الخزعلي واجه بارزاني خلال اجتماعه مع قوى الإطار التنسيقي بمجموعة حقائق، ندرجها أدناه.
1 الشيخ الخزعلي: النظام الفدرالي له حقوق وعليه واجبات، أي تجربة فيدرالية تلتزمون بها ؟.
2 الشيخ الخزعلي: التحالف الشيعي الكردي نسمع به ولا نراه، لأنه تحالف معارضة لم يتحول إلى تحالف حكم !.
3 الشيخ الخزعلي: هل يمكن أن نرى القادة الكرد يلتزمون بالهوية العراقية كما يعتزون بقوميتهم الكردية ؟.
4 الشيخ الخزعلي: هل يؤمن كاكا مسعود بعراق قوي موحد يوزع ثرواته بعدالة بين أبنائه ؟.
وعليه ستبقى عملية تطبيع علاقة بارزاني بالبيت الشيعي مرهونة بجملة اشتراطات، لن ترفعها أو تلغيها حفلات التودد، التي تقيمها بعض الأطراف، وهو ما أدركه مسعود حين وجد باب الحاج أبو حسين الحميداوي مغلقاً في وجهه، بالمقابل جرى فتح باب أسئلة لم يستطع الإجابة عليها حتى لحظة مغادرته بغداد، والتي ربما لن يعود إليها مجدداً في المدى المنظور، فيما يتوقع أن حفلات التودد لن تتكرر مجدداً.