خزعبلات حيدر العبادي الرمضانية ..؟
ظل العبادي ما بعد خروجه من السلطة يخلط الأوراق عبر استخدام أساليب التسقيط السياسي من دون أي اعتبارات، حتى صار وكأنه أحد نشطاء السوشيال ميديا، وعاد مجدداً للظهور التلفزيوني المتكرر مع بداية رمضان، سبقها استعراض إعلامي في معرض الكتاب
كتب / سلام عادل
حين صدر كتاب السيرة ما بعد هزيمة داعش، الذي كتبه حيدر العبادي، والذي حمل عنوان (النصر المستحيل / impossible victory)، كان ينبغي جرجرة حيدر العبادي أمام المحاكم، والسعي إلى اصدار حكم بجلده مرتين، الأولى لكونه قدم نفسه بطل التحرير الأوحد على حساب رجال المعارك الحقيقيين، والثانية لكونه لم يعتذر عما فعل من أخطاء كارثية، أقلها قيامه بتعيين (كاظمي الغدر) رئيساً لجهاز المخابرات العراقي من دون أي مؤهلات مهنية وعلميّة.
وظل العبادي ما بعد خروجه من السلطة يخلط الأوراق عبر استخدام أساليب التسقيط السياسي من دون أي اعتبارات، حتى صار وكأنه أحد نشطاء السوشيال ميديا، وعاد مجدداً للظهور التلفزيوني المتكرر مع بداية رمضان، سبقها استعراض إعلامي في معرض الكتاب صفق له فيه بقايا الفاشلين وصبيان فوضى الشوارع، وفي كل مرة يعرض العبادي نفسه وكأنه صاحب الحل ينسى أنه أكثر من صنع أزمات خلال توليه السلطة وما بعدها.
وينسى العبادي حين ينشر الغسيل الوسخ لهذا النظام السياسي أن هذا الغسيل يعود له قبل غيره، فهو حين ينتقد الجانب السيئ من الاحزاب يتغافل عن كونه يمثل هذا الجانب السيئ في الاحزاب، وحين يتعرض للنظام الديمقراطي الناشئ في البلاد بنوع من الاستهزاء سيكون هو نفسه محل استهزاء، بل وحتى ازدراء، من ناحية كونه احتال على جميع محاولات الإصلاح الجادة خلال فترة حكومته، التي يلاحقها العراقيون حتى اليوم بالشتم واللعن.
ويكفيني أن يوصَف العبادي منذ أن كان رئيساً للوزراء بكونه (أبو الفگر)، جراء سياساته الاقتصادية الفاشلة، التي بسببها جرى استقطاع 30% من رواتب الموظفين لم تتم إعادتها حتى هذه اللحظة، فضلاً عن ترسانة من الضرائب والرسوم الى الدرجة التي لم توجد فيها خدمة من الخدمات المقدمة من الدولة من دون أجور، حتى استخراج شهادة الوفاة صارت مقابل ثمن مادي، وهي كلها اثقال وأعباء تحملها المواطن على مدار السنوات الماضية، ومن ثم صارت أمراً واقعاً في السنوات اللاحقة.
ولعل قائمة الخيبات تطول حين نعيد جرد الكوارث التي تسبب بها العبادي خلال فترة توليه السلطة، وهو ما يظهر بوضوح في جهاز المخابرات، الذي مازال يعاني من تركة حيدر العبادي، حيث بقي هذا الجهاز الامني الرفيع من دون رئيس سبب بحالة فقدان الثقة التي تكونت حوّله، ويشمل هذا الحطام ادارة البنك المركزي التي تعتبر امتداد لفترة العبادي، ويتمثل ذلك بوجود علي العلاق كمحافظ للبنك، علاوة على عصابة موظفين ينتشرون هنا وهناك داخل مفاصل الدولة اغلبهم من الفاشلين دراسياً ومهنياً.
ولهذا يبدو ظهور حيدر العبادي المتكرر في وسائل الاعلام مملاً وسخيفاً وليس له أي أثر غير كونه يثير السخرية، من ناحية كونه قد اخذ فرصته في الحكم وجرى تجربة قدراته السياسية والاقتصادية والإدارية، والتي اتضحت انها تقوم على التخابر والتخادم بأسوأ حالاته، مما يحول دون إعادة النظر في امكانية تكليفه مجدداً بأي مسؤولية، بل واعتبار كل ما يُدلي به من تصريحات بشؤون العملية السياسية وإدارة الدولة مجرد (خزعبلات).
#شبكة_انفو_بلس