خوارزميات الوجدان
استفهامات كثيرة تدور في رأسي، مَن يتحكم في الخلود؟ هل هو العالم التقني أم ثنائية الإنسان العقل والقلب؟ إن حُجبت صورهم من العالم الافتراضي فمَن يحجب ذات الصور من عيون العراقيين؟ إن أُجبرنا على تقطيع أسمائهم، مَن يُجبرنا على نسيان تقطيع إشلائهم؟
أحمد العلاق
ننتقل من عصر إلى آخر و ننساق خلف متطلبات الحداثة وما تقتضيه المرحلة لتدوين أحداثنا، ربما ستُغلق مواقع التواصل الاجتماعي أو تُستبدل بحداثة أخرى لتحقيق مفهوم الاتصال والإعلام، يفرض علينا العصر التقني خوارزميات بالية لا تؤثر ولا تشكل خطرا على وجدان أمة الثابتين، نُقطّع الأسماء، نخفي وجوههم، تُغلق المنصات والحسابات... إلخ والكثير من القوانين التقنية، لكن هل أصبح العالم أكثر أماناً؟ ليس من دعاة إقحام الغيبيات في عالم السياسة والأمن لكن ما حدث في الثالث من يناير لعام 2020 أكبر من أن يكون حدثا أمنيا سياسيا، وأن حمل هذين المجالين فقط كان من المفترض أن يكون حدثا عابرا لا يمت بصلة إلى الأمور القلبية الوجدانية، فكلما فُرضت هذه القيود التقنية ارتفع منسوب الوجدان وكأن هذه القيود تعطي للقلب الحرية الواسعة في الحب، هكذا تكون المعادلة عكسيةً تماما عندما تتعلق المحظورات بسادة العصر ، هذه الزاوية الغيبية لم تدخل ضمن مساحة تفكير قوى الاستكبار الافتراضي.
استفهامات كثيرة تدور في رأسي، مَن يتحكم في الخلود؟ هل هو العالم التقني أم ثنائية الإنسان العقل والقلب؟
إن حُجبت صورهم من العالم الافتراضي فمَن يحجب ذات الصور من عيون العراقيين؟ إن أُجبرنا على تقطيع أسمائهم، مَن يُجبرنا على نسيان تقطيع إشلائهم؟
إن أُغلقت كل الحسابات التي توثق هذه الجريمة، مَن يستطيع إجبار العقل على إبادة القناعة بهم؟ إن قيّدتنا التقنية بكل أشكالها، هل تستطيع تقييد القلوب؟
الوجدان هو المحرك الأساس الذي يفرض نفسه أمام كل الأنظمة العالمية مهما تمتعت بالقوة والسيطرة على العالم، ولعل رحيل "أبوا هذه المقاومة" من أكثر المصاديق على فرض الوجدان سطوته أمام قوى الاستكبار بشقَّيها الواقعي والافتراضي، هذه القيود التقنية لا تشكل أي أثر وخطر على المنظومة الفكرية والعاطفية التي تركها لنا أبوا هذه المقاومة، إن رحلوا عن وجدان الأمة حينها ندرك أن مشاريعهم العقلية والقلبية لم تكن بهذا العمق وهذا الأمر لا يمكن تصديقه حتى يلجَ الجمل في سَمِّ الخياط.
#شبكة_انفو_بلس