دخول الساحات في مرحلة الـ(فرط صوتية)
من هنا تدخل معادلة جديدة في أحداث أكتوبر، التي اندلعت منذ العام الماضي، من ناحية كون الساحة الأكثر بعداً عن الكيان باتت تؤثر بهذا الشكل، الأمر الذي يجعل الساحات الأقرب أكثر خطورة
كتب / سلام عادل
تلقى الكيان صدمةً قوية فجر الأحد على خلفية تعرضه لضربة نوعية وصلت إليه بدقة من الساحة اليمنية، جعلت مليوني إسرائيلي يدخلون الملاجئ في عموم مناطق تل أبيب والمحيطة بها، مخلفاً حالة من الهستيريا في التصريحات على أعلى المستويات القيادية، من دون التوصل حتى الى تبريرات مقنعة بالحد الأدنى، من النوع الذي قد يخدم مسار الحرب الإعلامية في أقل تقدير.
وكانت الساحة اليمنية قد أطلقت صاروخاً "فرط صوتي"، من قاعدة تقع في المناطق الغربية لليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، على مسار يمتد بالتوازي مع ساحل البحر الأحمر، من دون أن تكتشفه مضادات الجو المتعددة الأنواع، التي مر من فوقها الصاروخ والتابعة لعدة دول، فيما عجزت المضادات الاسرائيلية عن اكتشافه، فضلاً عن إسقاطه، رغم قطعه مسافة تصل الى نحو 2500 كيلومتر بسرعة تجاوزت 11 دقيقة.
ومن هنا تدخل معادلة جديدة في أحداث أكتوبر، التي اندلعت منذ العام الماضي، من ناحية كون الساحة الأكثر بعداً عن الكيان باتت تؤثر بهذا الشكل، الأمر الذي يجعل الساحات الأقرب أكثر خطورة، على رأسها الساحات (اللبنانية العراقية السورية)، ومن خلفها بالطبع (الساحة الإيرانية)، التي تدير من الأعماق خارطة تحركات (وحدة الساحات)، وهي الخارطة التي تمكنت حتى اللحظة من إرباك (تحالف حارس الازدهار)، بل وإفشال جميع تحركاته.
وكما هو معروف، تدير أمريكا وبريطانيا قوة متعددة الجنسيات بمساندة أكثر من 20 دولة، وذلك منذ ديسمبر 2023، بهدف حماية الكيان، أطلقت عليه اسم (تحالف حارس الازدهار)، والذي يركز عملياته في البحر الأحمر لأهداف تتعلق بحماية الكيان مما تقوم به الساحة اليمنية، ولكن على ما يبدو أن هذا التحالف عجز بشكل فاضح وواضح عن القيام بالمهمة الموكلة إليه، وخصوصاً بعد ضربة الـ"فرط صوتية".
ويعتبر الـ"فرط صوتية" من الصواريخ النوعية التي تتميز بصناعته دول المحور الشرقي، على رأسهم روسيا والصين، فيما عجزت الولايات المتحدة عن فك أسرار صناعته والتمكن من التكنولوجيا الخاصة به، وذلك بحسب ما كشفته وسائل إعلام غربية، أشارت إلى تخصيص مليارات الدولار في وادي السليكون لدعم جهود المطورين بهذا الصدد، دون التمكن من ذلك، ما سيجعل موازين المواجهة لصالح أهل الأرض في الشرق الأوسط بكل تأكيد.
وابتداءً من عملية فجر الأحد سيدخل الكيان في مرحلة أكثر خطورة من أي وقت سابق، لاعتبارات عسكرية واضحة ترتبط بجغرافيا المواجهة، التي باتت تحاصره من عدة اتجاهات قريبة منه للغاية، قد لا تستغرق صواريخها الـ"فرط صوتية" في حال أُطلقت أكثر من دقيقة واحدة لتصل الى عمق الكيان، وهي سرعة لا يمكن بكل ما يمكن توفيره من مضادات أرضية صدها والوقوف بوجهها.
#شبكة_انفو_بلس