رسالة مسافر إلى السوداني
دعني أُحدِّثُك أنا المواطن بما يهمّني أن يكون عليه مطار بلادي، كونك زرتَ مطار بغداد ورأينا امتعاظك وغضبك لسوء الخدمات فيه.
معالي دولة الرئيس الموقّر
دعني أُحدِّثُك أنا المواطن بما يهمّني أن يكون عليه مطار بلادي، كونك زرتَ مطار بغداد ورأينا امتعاظك وغضبك لسوء الخدمات فيه.
قبل ذلك أودُّ أن أشكر حرصك على أن تكون الواجهة للبلاد، واجهة تبعث الفخر في نفوسنا وتصنع صورة مشرِّفة للعراق أمام العالم، وأنني أحسب أنك لم تطّلع على كل شيء، بل شاهدتَ بعض الأوساخ هنا وهناك أو ربما أغضبك بدائية طريق حركة المسافرين ذهاباً وإياباً باعتبارها لم تشهد إضافات على ما كانت عليه منذ عقدين رغم أن المسافات بين أقسام المطار قصيرة لا تستدعي وجود مصاعد وممرات كهربائية مثلاً أو لعلك وجدتَ ممراً مُغلقاً منذ سنين أو ما شابه ذلك.
سيدي الرئيس.. أنا كمواطن وإن كان الشكل الظاهري مهماً عندي وأجد في نفسي لهفةً وطموحاً ليكون كل شيء أجمل دائماً بلا حدود، إلا أنني أنظر إلى أمور أهم تحدث في المطار وأرجو أن تنظر إليها أنت أيضاً ثم تتخذ القرار الكامل الشامل.
ما يهمني أن تراه معاليك وتعالجه بعد توبيخ المسؤول عنه يبدأ في طريقي إلى المطار، وإنني أسأل: هل رأيتني كيف أضطرُّ للترجّل من سيارة الأُجرة المفروضة وأقف على الرصيف ريثما يسمح لي الكلب كي9 مواصلة الطريق؟
ولنفترض أن هذا الإجراء المُخجِل ضروري أمنياً فما الداعي لتكراره قبل دخول صالة المطار؟
هل رأيتني كيف أضع حقائبي في طابور كي يقوم كلب كي9 آخر بشمّها؟
هل رأيتني كم مرة أضع حقائبي في جهاز السونار؟
يا سيدي.. إن لم يكن لديك ثقة بي بحيث أتعرّض للتفتيش ست مرات قبل صعود الطائرة، فهلّا وضعت أدوات وأفراد تفتيش تكون هي محل ثقة بحيث يكفي تفتيشي مرة أو مرتين؟
هل رأيتني كيف أخلع حذائي وأسير حافياً في نقطة التفتيش الأخيرة؟
هل رأيتني عند عودتي إلى ربوع الوطن؟
هلّا نظرت في وجوه الموظفين الحاقدة عليَّ بلا معرفة سابقة بي سوى أنني كنت محترَماً في مطار ما؟
هل رأيتهم كيف يعاملونني بمنطق (العراقي متهم حتى تثبت براءته)؟
هاه.. كي لا أنسى، هل رأيت عصابة التكسي الإجباري وأتاوة العشرة آلاف دينار للمسافر الواحد لقاء توصيل أنتم فرضتموه ولا يستحق سوى أقل من عُشُر هذا المبلغ "أي ألف دينار"؟
هل دخلت ساحة عباس بن فرناس التي تفتقر لمقعد الانتظار ومظلّة الوقاية من الشمس ناهيك عن غياب شاشة أو استعلامات تُخبر المنتظرين إن كانت طائرة أحبابهم قد وصلت أم أنها تأخرت لسبب أو آخر؟
سيادة رئيس الوزراء.. أرجو أن تنظر إلى هذا الكوارث فإنها أفظع من بُقعة من الأوساخ التي شاهدتها، فقد اعتدنا عليها نحن المواطنين المنسيّين.
#شبكة_انفو_بلس