رعاة البقر يحتلون مطار بغداد
عن حقيقة سلوك الكاوبوي الذي يختبئ وراء الدبلوماسية الأمريكية، وولادة الإرادات الجديدة بردة الفعل من صميم روح المقاومة التي كانت مؤمنة ان داعش صنيعة صهيوأمريكية، كتب (محمد شريف أبو ميسم ) مقالا بعنوان (رعاة البقر يحتلون مطار بغداد)
محمد شريف أبو ميسم
المعلومات التي كشفها وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو" لقناة العربية مؤخرا، بشأن اغتيال مهندس النصر على داعش أبو مهدي المهندس وضيفه الجنرال قاسم سليماني في الثالث من كانون ثاني 2020 ، تستدعي المثول أمام السؤال التالي: هل استطاع رعاة البقر وحلفاؤهم الخونة في الداخل العراقي أن يغتالوا ارادة المقاومة الرافضة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة باغتيالهم قادة النصر؟ وهل ثمة من يتكلم عن السيادة بعد كشف هذه المعلومات من قبل كبير دبلوماسية رعاة البقر في المرحلة الترامبية التي طغى فيها سلوك الكاوبوي على السياسة الأمريكية؟.
شخصيا أستطيع أن أقول مدفوعا بدلائل العقل دون المثول أمام العاطفة، ان محاولة اغتيال الارادة باءت بالفشل، فيما أرى وبكل أسف تشظي مفهوم السيادة بكل وضوح، إذ أن الاغتيال كان دافعا قويا لولادة ارادات جديدة مأخوذة بالعقائد وبردة الفعل من صميم روح المقاومة التي كانت مؤمنة ان داعش صنيعة صهيوأمريكية، فيما جاء الاغتيال لينير بصيرة من كان يظن أن داعش وليد تيار اسلامي ويلجم أفواه الذين في قلوبهم مرض، بعد أن سقطت ورقة التوت عن عورة الشعارات الأمريكية في العراق.
لقد كانت الاغتيالات على مدار مسيرة الانسانية المقاومة لكل أشكال الاحتلال، دافعا لولادات جديدة صنعت منعطفات شهدها التاريخ في خضم تصدي الشعوب للاحتلال الأجنبي في أزمنة وأماكن متعددة، فما بالك وهذا الاغتيال الذي كشف عورة من قدم نفسه بوصفه الراعي الرسمي لمحاربة الارهاب ولمفاهيم السيادة واحترام حقوق الشعوب، وادعى تقديم الدعم للعراقيين في معركتهم ضد داعش، فانطلى قوله على السذج من الناس ودهاقنة الاعلام في وقت واحد، فيما تأتي تصريحات بومبيو هذه لتكشف عن فظاعة ان يتم اغتيال مسؤول كبير في دولة يفترض انها ذات سيادة وداخل المطار الذي تديرة شركة أمنية خاصة مجازة من منظمة الطيران المدني الدولية icao المعنية بأمن المطارات، ويكون الاغتيال بمشاركة ثلاثة فرق من القوات الأمريكية، ما يؤكد السلوك الارهابي لهيمنة ثقافة رعاة البقر على أمن المطارات وعلى الدبلوماسية الأمريكية حيث كان يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم دعم داخل السفارة الأمريكية في بغداد وهو يراقب الاغتيال عبر منظار رصد مزود بكاميرا لأحد القناصين المنتشرين في منطقة الاستهداف ليتم نقل عملية الاغتيال مباشرة إلى السفارة الأميركية في بغداد. هذه الفضيحة تكشف حقيقة سلوك الكاوبوي الذي يختبئ وراء الدبلوماسية الأمريكية، كما تكشف عن سذاجة العقل الذي ما زال في رغبة للتعاطي مع ثقافة الكاوبوي، والبناء على وعود رعاة البقر بشأن اقامة دولة حليفة ذات سيادة.
فيما تكشف تصريحات بومبيو عن عمق الانتهاك لفضاء الحرية القائم على احترام التعددية في اطار حقوق الشركاء في العملية السياسية لصالح الارادات الخارجية، الأمر الذي يؤكد عوق المنهج السياسي المتبع في البلاد، واستحالة معالجة الاختلالات ما لم تستأصل ذيول وتوابع رعاة البقر ويوضع القانون موضع التنفيذ في هذه المعالجات، وبالتالي فان انتهاك السيادة وتكرار الاستهدافات والاختراقات الأمنية سيكون أمرا مباحا ما لم يتغير هذا الواقع، والى ذلك الحين ستبقى البلاد ساحة مستباحة لكل من هب ودب وبيئة طاردة للاستقرار ما لم يغادر رعاة البقر هذه الأرض.