عن (ساكو البارزاني) وليس (ساكو الكلداني)
يؤكد (الكاردينال لويس ساكو) مجدداً، وهذه المرة بالصوت والصورة، أنه يعمل للسياسة والمصالح التجارية أكثر من اهتمامه بالدين والكنيسة وأبناء الطائفة الكلدانية، ويتمثل هذا التأكيد بعد أن قرر الكاردينال الإقامة في أربيل مقابل التهجم على بغداد
كتب / سلام عادل
يؤكد (الكاردينال لويس ساكو) مجدداً، وهذه المرة بالصوت والصورة، أنه يعمل للسياسة والمصالح التجارية أكثر من اهتمامه بالدين والكنيسة وأبناء الطائفة الكلدانية، ويتمثل هذا التأكيد بعد أن قرر الكاردينال الإقامة في أربيل مقابل التهجم على بغداد.
ولاشك من كون التهجّم على بغداد، والإساءة لها في المحافل الدولية، ومحاولات تصويرها على كونها عاصمة ضعيفة وغير مستقرة، يندرج ضمن متبنيات (العائلة البارزانية) منذ لحظة تأسيس هذه العائلة للحزب الديمقراطي الكردستاني قبل حوالي 77 عاما.
وتؤكد لنا جميع أحداث التاريخ السياسي أن البارزانيين خلال العهدين الملكي والجمهوري، لطالما سعوا الى إسقاط بغداد والتآمر عليها وخلق المشاكل والفتن السياسية داخلها، وتحديداً خلال الـ20 سنة الماضية، حيث يتضح أن أربيل تشعر بالقلق كلما صارت بغداد مستقرة وقوية.
ومن هنا يبدو أن أربيل التي استقبلت (ساكو) يوم الجمعة، ليكون بمثابة مقيم سياسي على أرضها هدفه فقط الإساءة إلى بغداد، سيتيح هذا التواجد في نفس الوقت لأربيل التحكم بمقدرات الطائفة الكلدانية التي خسرت منذ أحداث داعش أرضها وكنائسها وأديرتها التاريخية في سهل نينوى.
ولعل الدوافع التوسعية لسلطة الإقليم، التي يديرها البارزانيون، هي التي دفعت مسرور البرازاني للترحيب على نحو خاص بانتقال (الكاردينال ساكو) من بغداد إلى أربيل، خصوصاً إذا ما علمنا أن سلطة الإقليم باشرت منذ فترة بحفر آبار نفطية في مناطق سهل نينوى، الأمر الذي جعل لُعاب (ساكو) يسيل، لكونه سيتحول من تاجر عقارات إلى تاجر نفط.
ويدعم هذه التصورات أن (ساكو) لم تكن لديه أي اعتراضات على بغداد خلال السنوات الماضية، بل هو لم يغادر بغداد حتى أثناء العنف الطائفي، أو خلال فترة الهجمات الإرهابية الدامية التي كان يشنها تنظيم القاعدة على نحو واسع، وكان يستهدف خلالها الكنائس بالانتحاريين والمفخخات بشكل خاص.
ولكن متغيراً وحيداً قلب وجهة نظر ومواقف (ساكو) تجاه بغداد، وهو متغير (تجاري) وليس (دينياً)، يتعلق بسحب المرسوم الجمهوري الذي كان يجيز له التصرف بأملاك الكنيسة الكلدانية، والذي ثبت أنه قد استخدمه حين باع بعض الكنائس لأغراض تجارية، وقلب خصائص أخرى لأهداف استثمارية، وهو ما لا يخفيه ساكو على الإطلاق، حين يعلن أن صلاحيته كمتولٍّ شرعي يجيز له التصرف بالأملاك المسيحية قد انتهت عندما تم إلغاء المرسوم الجمهوري.
وما هو معروف في بغداد أن (الكاردينال ساكو) كان يعيش حياة مترفة وفارهة بدرجة (7 نجوم) وسط العاصمة، في مقره بالكرخ مقابل حدائق الزوراء، وكان آخر الفعاليات التي يقيمها عبارة عن أمسيات ليلية بهيجة تُقام فيها مراسيم (الرقص الهادئ/ Slow dance)، ولم يكن يشغله أي شيء يتعلق بهموم أبناء الطائفة غير مخاوفه من ظهور شريحة سياسية من المسيحيين لا تخضع لسلطته، وربما يكون هذا سرّ تهجمه على (حركة بابليون) التي حصدت أصوات الناخبين الكلدان خلال الانتخابات الأخيرة.
والغريب أن (ساكو) لم تكن له أي ردود أفعال أو فعاليات تجاه أحد المعتوهين من أبناء طائفته، وهو (سلوان موميكا) الذي قام بإحراق المصحف الشريف في السويد إلى جانب العلم العراقي، وتسبب بإثارة ضجة عالمية واسعة النطاق، إلا أن (ساكو) يبدو أن لا هموم وانشغالات لديه بقدر اهتمامه بشؤونه الخاصة المتعلقة بصلاحيته التجارية التي تجيز له التصرف بأملاك المسيحيين.
ويبدو من الواضح أن (ساكو + سلوان موميكا + البارزانيين) باتو يشكلون ثلاثيا متناسقا يستهدف تسقيط الدولة العراقية التي بدأت الآن تتنفس بعد عقدين من التحديات وخلط الأوراق.
$شبكة_انفو_بلس