عن فشل دبلوماسية فؤاد حسين
سبق للقطريين التوسط بنجاح في حل القضية الأفغانية الشائكة، وهي حالة شبيهة بالحالة العراقية، والتي انتهت بخروج الأمريكان وحلفائهم بعد 20 سنة من التواجد العسكري الكثيف على الأرض، ومن ثم تسليم السلطة والسيادة لحكومة محلية مدعومة شعبياً من قبل مكون واحد.
كتب / سلام عادل
كل من يحاول تدوين منجزات للوزير فؤاد حسين لا يجد أي شيء يذكر، مع كونه مازال وزيراً للخارجيّة العراقية منذ حكومة (كاظمي الغدر) وحتى هذه اللحظة التي يتولى فيها محمد شياع السوداني رئاسة مجلس الوزراء، والحال يشمل فترة حكومة السيد عادل عبد المهدي التي كان فيها فؤاد حسين وزيراً للمالية، وفي جميع هذه الحقائب كانت حصيلة هذا الوزير المزمن صفر على الشمال.
ولهذا يبدو من الأفضل على الدولة العراقية الاستعانة بدبلوماسية دولة قطر، لحل المشاكل التي تتطلب جهداً دبلوماسياً، على رأسها التفاوض من أجل إنهاء أعمال التحالف الدولي، الأمر الذي يفضي إلى خروج القوات الأمريكية والناتو من الأرض العراقية، بدل التعويل على وزارة فؤاد حسين، لكونها (ميتة سريرياً)، وهو الوصف المناسب لحالة الخارجية العراقية في هذه الأوقات.
وسبق للقطريين التوسط بنجاح في حل القضية الأفغانية الشائكة، وهي حالة شبيهة بالحالة العراقية، والتي انتهت بخروج الأمريكان وحلفائهم بعد 20 سنة من التواجد العسكري الكثيف على الأرض، ومن ثم تسليم السلطة والسيادة لحكومة محلية مدعومة شعبياً من قبل مكون واحد، على الرغم من كونها حكومة راديكالية تقودها حركة متشددة مثل حركة طالبان.
ومن الملاحظ أيضاً النجاحات المتحققة على يد الخارجية القطرية حين توسطت في ملف غزة الأخير، ويتمثل ذلك في دورها كضامن دولي فرض نجاح معادلة صعبة قادت الى تثبيت هدنة نتج عنها وقف إطلاق النار، الأمر الذي سمح بعملية تبادل أسرى معقدة للغاية، علاوة على دخول مساعدات عاجلة للقطاع الذي ظل محاصراً منذ أكثر من 45 يوماً.
ولعل نجاحات قطر الدبلوماسية باتت تثير في داخل العراقيين نوعاً من الأسف مقارنةً بفشل الدبلوماسية العراقية، وازداد ذلك بعد المواقف الهزيلة التي تبناها فؤاد حسين عقب الاعتداءات الأمريكية التي طالت قوات عراقية حشدية في جرف النصر وأبو غريب، والتي ارتقى بسببها 9 شهداء، حيث اقتصر دور فؤاد حسين على تصريح صحفي بائس عقب استقباله سفيرة واشنطن في بغداد، ليعود بعد أربعة أيام إلى الظهور مجدداً في مشهد استقبال آخر للسفيرة ذاتها وهو مبتسم في صورة تذكارية نشرها موقع الوزارة.
وفي الختام.. تعتبر حصيلة فؤاد حسين في وزارة الخارجية عبارة عن فشل في فشل، والموضوع لا يقتصر على ملف التواجد العسكري الأجنبي في العراق، بل حتى ملف المياه مع تركيا، والملف المالي مع الخزانة الأمريكية، وملف الحدود البحرية مع الكويت، وحتى ملف تعيين وتكليف السفراء الذي يراوح في مكانه منذ سنوات دون أن يتطور ولو شبراً واحداً، وهو ما يجعل فؤاد حسين أفشل وزير في كابينة السوداني، ويتطلب تغييره اليوم قبل الغد، وأكبر دليل على فشلة تراجع تصنيف (جواز السفر العراقي) لكونه صار يعتبر أضعف جواز سفر عربياً وعلى مستوى العالم.