عندما تختنق الدولة بالمستشارين
ما يزيد الأمور تعقيدا في البلاد أنها تكاد تختنق بجميع أشكال (المستشارين)، سواء ما يتعلق بالأجانب الذين يتواجدون تحت يافطة التحالف الدولي، أو مستشاري الحكومة الذين يتقدمهم مستشار الأمن الوطني (قاسم الأعرج).
كتب / سلام عادل
تداولت الأوساط النخبوية خبراً عن توجيهات داخلية محدودة صادرة باسم رئيس مجلس الوزراء السوداني، تفرض الحد من التصريحات المجانية، أو المدفوعة الثمن، التي يقدمها لوسائل الإعلام بعض المستشارين المدمنين على شاشات التلفزيون، وخصوصاً الذين باتوا طرفاً في الحوارات السياسية والنقاشات في آخر الليل داخل گروبات الواتساب، وهي حالة من مخلفات حقبة (كاظمي الغدر) التي انتهت بأسوأ حالة ممكن أن تصل لها أي حكومة.
وما يزيد الأمور تعقيدا في البلاد أنها تكاد تختنق بجميع أشكال (المستشارين)، سواء ما يتعلق بالأجانب الذين يتواجدون تحت يافطة التحالف الدولي، أو مستشاري الحكومة الذين يتقدمهم مستشار الأمن الوطني (قاسم الأعرج)، والذي كاد أن يُدخل البلاد قبل يومين في أزمة مع إيران، على خلفية تصريح إعلامي يستبق تحقيقات القصف الذي استهدف مقر الموساد في أربيل، وهو ما أطلق جدلاً واسعاً حول ضرورة العمل على ضبط إيقاع التصريحات المتسرعة وغير الموزونة.
وبدا انزعاج رئيس الوزراء واضحاً من (شلة المستشارين)، خلال مداخلته المهمة على هامش أعمال منتدى الاقتصاد العالمي، والذي عُقد في دافوس الأسبوع الماضي، حيث أشّر السوداني بشكل لا يقبل اللف والدوران على دور (المستشارين الحكوميين) في تمرير معلومات مغلوطة عن حقيقة الأوضاع في العراق، لدرجة وصفه حالة عدم نقل الصورة الحقيقية بـ(التحدي)، وتحديداً المعلومات التي تتعلق بحاجة العراق لمستشارين عسكريين أجانب.
وحتى وقت قريب كانت (شلل المستشارين) تروج لفكرة حاجة العراق لمستشارين عسكريين أجانب وكأنها من المسلّمات التي لا بديل عنها، وحتى المستشارين العسكريين الأجانب صاروا يعتمدون هذا النوع من الترويج المخادع، باعتباره يمثل الموقف الرسمي العراقي، الذي يمنحهم غطاءً شرعيا يجيز لهم البقاء على الأراضي العراقي وفعل ما يشاؤون، بما فيها توجيه سياسة البلاد وتحديد متبنياتها وعقيدة قواتها المسلحة.
ووصل الحال بهؤلاء المستشارين الحكوميين أن يقوموا بصناعة بروباغندا تخويف، مبنية على فرضية فرض عقوبات اقتصادية على العراق في حال حل التحالف الدولي، او خروج القوات الأمريكية، وهي قوانات لطالما جرى تشغيلها على مسامع المواطنين، ما جعل البلاد وكأنها تمشي على بيض خشية أن تتعرض لعقوبات او لحصارات فقط لكونها تتمسك بحقوقها السيادية المشروعة.
ولهذا خيراً فعل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني حين قرر تخييط الأفواه السائبة، التي تثرثر داخل القصور وخارجها بهدف تأزيم الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، وهو مسار إصلاحي وتصحيحي طال انتظاره، لعله يضع نهاية لحالة (التخابر والتخادم) التي عانت منها الدولة، والتي تهاونت الحكومات السابقة في وضع حد لها.
#شبكة_انفو_بلس