عندما فشلت الحرب الأهلية داخل البيت الشيعي قبل سنة
على الرغم من رغبة الجميع بنسيان هذه الذكرى السوداء، وعدم استذكار مآسيها وما كادت أن تتسبب به، إلا أن صاحب هذا السيناريو التآمري خرج علينا هذا اليوم، وعن قصد، بمقالة نشرها في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان (المشرق الجديد .. الفرصة مازالت موجودة).
كتب / سلام عادل
في مثل هذه الأيام 29 -30 / آب العام الماضي 2022، كان (كاظمي الغدر) يخطط في الكواليس لإشعال فتيل حرب أهلية داخل البيت الشيعي، وأراد أن يموّلها من خزينة الدولة بعد أن استولى على واردات بالمليارات من قانون الأمن الغدائي، وغرّر من خلال استخدام هذه الأموال بجماعة مسلحة لتحتشد على بوابات المنطقة الخضراء، بعد أن تم تعطيل السلطة التشريعية، رافقها محاصرة مبنى مجلس القضاء الأعلى.
وتسببت تلك المغامرة الفاشلة بسقوط 30 شاباً من المُغرَّر بهم جرى دفنهم في مقبرة النجف الأشرف، علاوة على الأضرار بممتلكات الدولة، وترهيب المواطنين المدنيين من سكان العاصمة، وفضلاً عن كل ذلك تعطيل مقدّرات البلاد بالكامل، حيث وقفت الدولة على قدم واحدة جراء تلك الفوضى المسلحة، والتي كادت أن تقود الجميع الى بدايات ليس لها نهايات.
وعلى الرغم من رغبة الجميع بنسيان هذه الذكرى السوداء، وعدم استذكار مآسيها وما كادت أن تتسبب به، إلا أن صاحب هذا السيناريو التآمري خرج علينا هذا اليوم، وعن قصد، بمقالة نشرها في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان (المشرق الجديد .. الفرصة مازالت موجودة)، أراد من خلالها إعادة تسويق نفسه من جديد باعتباره (نوري السعيد) هذا الأيام.
وهو تسويق يثير السخرية حقاً، باعتبار أن الفشل والفساد والأزمات التي تركها (كاظمي) خلفه، والتي تشاركَ معه في صنعها فريقه المأزوم، وهم مستشاره وسكرتيره ومدير مكتبه ووزيره، والذين باتت تلاحقهم مذكرات إلقاء قبض صادرة عن المحاكم العراقية، والتي وصلت الى الشرطة الدولية، هي لوحدها فضائح سياسية لا ينفع معها أي عمليات تجميل من النوع الذي يتم إجراؤه هذه الأيام لتغيير الوجوه القبيحة.
وكما بات يعرف الجميع أن مقرَّبين من عائلة كاظمي ضالعين أيضاً بملفات فساد وتربُّح من المال العام وممارسة السلطة على نحو غير مشروع، من بينهم شقيقه (صباح مشتت) الذي انفجرت عليه قبل أيام فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بمقاولة وهمية تدور أحداثها في العتبة الكاظمية، وهو فساد لم يجرأ على فعله مسلم، شيعي أو سُني، أو حتى الكفرة والملحدين، على مدار التاريخ.
والغريب أن (كاظمي الغدر)، الذي عاد للظهور من بوابة كتابة المقالات، يريد أن يوحي للآخرين أنه فعلاً صحافي وكاتب، مع أن جميع أهل المهنة من العراقيين والعرب يعرفون تماماً قدرات (كاظمي) النحوية والبلاغية، من ناحية كونه في حال تحدَّثَ، فسوف يرتكب مجزرة بحق اللغة العربية لا محالة، وبالتالي هو أضعف من امتلاك القدرة على كتابة سطر واحد، حتى ولو نص بسيط على شكل رسالة شخصية.
وتعتبر سيرة (كاظمي) معروفة في عالم الصحافة، باعتباره لم يعمل صحافياً طوال حياته إلا من خلال استخدام أدوات النصب والاحتيال، وهي الوسيلة الوحيدة التي يجيدها، حيث لطالما استخدم كاظمي جهود صحافيين وكُتّاب ظِل من أجل كتابة مقالات ومواد صحفية تُنشر باسمه، وهذا ثابت عنه منذ أيام جريدة المؤتمر ومجلة الأسبوعية وموقع المونيتر، ولو تطلّب الأمر في يوم من الأيام فَضْحَ أسماء الكُتّاب الذين يبيعون النصوص له، فسوف نقوم بفضحهم.
ولم يكتفِ (كاظمي) بسرقة جهود الآخرين في مهنة الصحافة فقط، بل تعداها الى عالم السياسة، وهو ما يتضح من الأفكار التي أشار لها في المقالة المنشورة بخصوص ما يتعلق بقضية التفاهمات الإقليمية بين العراق وجيرانه، تحديداً ما يتعلق بالشراكة مع الأردنيين والمصريين، لكون هذه الأفكار بالأصل كانت من بين توجهات رئيس الوزراء الأسبق السيد عادل عبد المهدي، وكان كاظمي شاهداً عليها من خلال مرافقة عبد المهدي في اللقاءات التي حصلت مع زعماء هذا البلدان.
وبالإضافة إلى كل ما ذكر، يسرد كاظمي في مقالته المنشورة هذا اليوم، وفي ذكرى مؤامرة التخطيط لحرب أهلية داخل البيت الشيعي، يسرد (جنجلوتيه) على نحو مُمل تنطوي على تصورات تتعلق بالسياسة العالمية وتوجهات التنمية والاقتصاد، من بينها إشارة الى (مؤتمر دول بريكس)، وكأن (كاظمي) يريد أن يبين أنه على دراية بما يجري في الإقليم والعالم، مع كونه يجهل نتائج أبسط الأرقام في جدول الضرب.
ومما لا شك فيه أن (كاظمي) يعيش فعلاً في أزمة نفسية داخلية منذ أن خرج من السلطة مدحوراً تلاحقه اللعنات، وتتمثل هذه الأزمة النفسية في إصراره على استهلاك نفسه يوماً بعد آخر في تمظهرات إعلامية سطحية وسخيفة، ليس فيها حسابات دقيقة لتوقيتات ظهوره حتى، باعتبار أن قيامه بنشر مقالة له هذا اليوم، وفي الذكرى التي دخلت في الصفحات السوداء من التاريخ العراقي، إنما تمثل رغبة منه للحصول على كمية من الإهانات إذا ما كانت تذكيرا لنا بضرورة إصدار مذكرة إلقاء قبض عليه بتهمة التآمر والتخطيط لحرق البلاد عبر إشعال حرب أهلية داخل البيت الشيعي.
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس