عين على (زارع الألغام) في مفاوضات بغداد واشنطن
على الدوام كانت قيادة الأحزاب الكردستاني تستخدم الأزمات الخارجية للضغط على بغداد من أجل انتزاع مصالح ونفوذ لها على حساب المصالح العراقية العليا، وتحديداً سلطة أربيل تحت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تقوده العائلة البارزاني.
كتب / سلام عادل
يكاد يكون من اللافت للنظر رسائل التأييد التي صدرت من الإقليم، على رأسها واحدة باسم مسعود بارزاني، يرحب فيها بجولة التفاوض بين بغداد وواشنطن، باعتبارها "السبيل الصحيح للوصول الى بناء علاقات سليمة على أساس المصالح المشتركة"، بحسب ما نصّت عليه الرسالة، ومع كون المفاوضات تقتصر في حدود الإطار العسكري والأمني، إلا أن بارزاني لم ينسَ أن يحشر وزارة الخارجية التي يديرها من الخلف منذ سنوات في هذه المفاوضات التي هي من مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة حصرياً.
وعلى الدوام كانت قيادة الأحزاب الكردستاني تستخدم الأزمات الخارجية للضغط على بغداد من أجل انتزاع مصالح ونفوذ لها على حساب المصالح العراقية العليا، وتحديداً سلطة أربيل تحت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تقوده العائلة البارزاني، الأمر الذي جعل إقليم الشمال خاصرةً هشّه للاختراق، وهو واقع مرصود، وبات أكثر وضوحاً في العراق الجديد، والذي لعبت فيه القوى السياسية الكردية دور (زارع الألغام) في العملية السياسية.
ومن الواضح أن رادار فصائل المقاومة العراقية لم يغفل عن مراقبة ما يصدر عن أربيل وما يرتبط بها من تحركات تتعلق بالمفاوضات، وهو ما جعل الناطق الأمني باسم (كتائب حزب الله)، بحكم ما يُشاع في الأوساط الإعلامية، والملقب بـ(أبو علي العسكري)، ينشر تغريدة صدرت سريعاً في أعقاب الإعلان عن قرب انطلاق جولات التفاوض، أكد فيها (العسكري) على كون مسعود البارزاني الذي أبدى تأييداً وثناءً ما هو إلا (مشبوه + صهيوني + قچقچي).
ولعل من جملة ما هو ثابت في التاريخ العراقي السياسي الحديث، فصولاً تتحدث عن دور القوى الكردية في عدد من المفاوضات التي كان فيها العراق طرفاً، وكانت فيها تطلعات وأطماع هذه القوى على الطاولة، لدرجة كان فيها العراق يتعرض للابتزاز جراء ذلك، مثلما حصل في مفاوضات الجزائر بين العراق وإيران عام 1975، أو حين جرى فرض حظر الطيران في عام 1991، ورسمت بموجب ذلك خطوط تماس ظلت حتى اللحظة محل تنازع داخلي تحول دون التوصل الى استقرار دائم.
ويرافق كل ذلك الكثير من الألغام التي تم زرعها بين مواد الدستور العراقي، برغبة أو بدسيسة كانت وراءها قوى كردستانية، ابتداءً من فترة مجلس الحكم وحتى آخر دورة برلمانية، والتي لطالما عرقلت مسار الدولة وتطبيع أوضاعها بما يكفل مصالح عموم المكونات، سواء ما يتعلق بالنفط والغاز والثروات الطبيعية أو ما يرتبط بوحدة المنظومة الامنية، ووصولاً الى العلاقات الخارجية، ما يفرض على بغداد أن تكون حريصة على أن تتحرك بكل ما يتعلق بالسياسات العامة للبلد بمعزل عن محافظات الشمال، لأنها مجرد محافظات وليست عاصمة.
#شبكة_انفو_بلس